أعلن وزير العدل الأميركي إريك هولدر في نهاية زيارة قام بها إلى المملكة أمس، أن التحقيقات التي أجريت مع مخطط محاولة اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير، أثبتت ارتباطه بـ"دولة إيران". ووصف هولدر في لقاء مع الصحافة السعودية استمر نحو 17 دقيقة بالسفارة الأميركية في الرياض، محاولة اغتيال الجبير بـ"الجريمة الخطرة".
وقال في رده على سؤال لـ"الوطن" حول موقفهم من هذا التصرف الإيراني على أرض الولايات المتحدة، إن الإجراءات التحقيقية جلبت هذا الشخص للمحاكمة واعترف بجريمته، مؤكدا أنه سيحاكم طبقا للقوانين السائدة بالولايات المتحدة، وأضاف بالقول "ولسوء الحظ هو مرتبط بدولة إيران".
وسيطرت موضوعات صعود نجم الإخوان المسلمين، وموقف واشنطن من نشاط القاعدة على الأراضي السورية، ومعسكر جوانتانامو سيئ السمعة، وبرنامج المناصحة السعودي، على أسئلة الصحفيين التي وجهوها للوزير الأميركي.
هولدر، الذي امتدح مطولا الخطوات التي حققتها السعودية في مكافحة الإرهاب، صارح الصحفيين برغبة الولايات المتحدة لنقل تجربة المناصحة لداخل واشنطن. وقال "أنا مهتم جدا بهذا الأمر وتباحثت مع الأمير محمد بن نايف. هذا الأمر يؤثر على واشنطن كما يؤثر على الرياض. الشباب يتأثرون بالأفكار الراديكالية وينجذبون إليها. سنعمل مع المملكة لتطبيق النظام في الولايات المتحدة. لقد أبلغت الأمير باهتمامي وإمكانية أن نستعين بالبرنامج داخل أميركا".
وفي جانب مرتبط، أكد هولدر أن واشنطن لا تزال مصرة على إغلاق معسكر جوانتانامو. وحول أسباب تأخر الإدارة الأميركية في اتخاذ هذه الخطوة رغم توقيع الرئيس باراك أوباما قرار الإغلاق قبل 4 سنوات، قال "الرئيس الأميركي وعد بإغلاق جوانتانامو، وأنا كنت جزءا في هذه المباحثات، لسوء الحظ لم يحالفنا الحظ. لا تزال هناك نية لإغلاقه، نحن نعمل مع الكونجرس وننظر لمصالح الدولة العليا وحلفائنا".
وحول مدى تقييمه لحالة الحقوق المدنية في مجتمعات الربيع العربي وخطورة الوضع والحلول المقترحة لتجاوزها في ظل صعود نجم الإخوان المسلمين، قال "نحن ندعم الحقوق المدنية وتوسعها. كما أننا لا نود أن نبدل نظام قمعي بنظام قمعي آخر. الحقوق المدنية يجب توسيعها واحترامها ونحن ندعم ذلك بكل طاقاتنا ونود المحافظة على الحقوق المدنية".
وعن خطورة الأوضاع في بعض بلدان الربيع العربي التي يسيطر عليها الإخوان المسلمون، قال "قد يكون هناك خطر كامن في تغير الأنظمة هناك، وهو ناتج عن عدم الاستجابة أو التفاعل مع التغيير".
ورأى هولدر أن نظام بشار الأسد فاقد الشرعية، ومصيره إلى الزوال. وقال في رده على سؤال حول مدى انعكاس تأخر الدعم للمعارضة بدخول "القاعدة" على خط العمل المسلح "نظام الأسد فقد الشرعية ويجب أن يذهب إلى زوال.. الدعم لمن يريد تغييره من قبلنا ومن قبل حلفائنا موجود. سورية يجب أن يكون لديها حكومة ديموقراطية. السوريون يجب أن يقرروا ما هو النظام الذي يجب أن يدعموه. القلق الآن من أن القاعدة تعمل في سورية. القاعدة جزء من معارضة كبيرة وليست المعارضة الوحيدة الموجودة في سورية".
وكان وزير العدل الأميركي، استهل لقاءه، بالثناء على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لجهوده الإصلاحية، بما فيها تعيين 30 امرأة بعضوية كاملة في مجلس الشورى وإدخال إصلاحات قضائية مهمة.
وتحدث الوزير الأميركي بإيجابية كبيرة حول اللقاءات التي عقدها مع وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، ونظيره الدكتور محمد العيسى. ورأى في زيارته الحالية للمملكة "فرصة عظيمة لتقييم الجهود المشتركة لمكافحة قوى التطرف العنيف". وأضاف "بطبيعة الحال، فإن الردع ومكافحة التطرف هما جزء أساسي من هذا العمل حتى نتمكن من منع أعمال العنف قبل وقوعها".
وأشاد في مقابل ذلك، بما قامت به حكومة المملكة العربية السعودية مؤخرا من فتح جلسات محاكمة قضايا الإرهاب للجمهور، ولا سيما للصحافة، كما عبر عن تقديره للتعاون الذي تبديه حكومة المملكة مع المجتمع الدولي في ما يتعلق بقضايا مكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال.
وشدد على أن واشنطن والرياض مصممتان على مكافحة الفساد والجريمة المنظمة العابرة، وتفكيك حلقات الاتجار بالأشخاص، وملاحقة عصابات المخدرات، وضمان سلامة وأمن الأسواق المالية العالمية، بكل يقظة وحذر.