افتتح أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بمكتبه بجدة أمس، فعاليات ملتقى الشباب تحت شعار "المسؤولية واحترام النظام"، بحضور مسؤولي المنطقة ومحافظي المحافظات وأعضاء مجلس منطقة مكة، والداعمين والرعاة.
واستعرض أمير منطقة مكة رسالة الملتقى، مشيرا إلى أنها تتسق مع المنطلقات الأساسية في هذه البلاد وهي خدمة الدين والوطن، وقال "إننا ننطلق بجميع أعمالنا في هذه البلاد من منطلقات أساسية سعودية عربية إسلامية، ونحن لا نعمل من فراغ ولا نتحدث عن فراغ، ولكن لنا أسس وقيم ورسالات، تتمثل في دستورنا العظيم القرآن الكريم ونهج محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الذي ارتكز على مكارم الأخلاق".
وقال "سن قادة ومؤسسو هذه البلاد أنظمة وقوانين ووضعوها لنا نبراسا نسير على نهجها، ومن أهمها النظام الأساسي للحكم، ثم الأنظمة الأساسية، مثل مجلس الوزراء ونظام الشورى ونظام المناطق والعدلي وجميع اللوائح والأنظمة والضوابط المستمدة والمتفرعة منها، وعلى أساس الخطط الخمسية والمخططات الإقليمية والسياسة الداخلية تنطلق أعمال المناطق والإمارات وتقوم بواجباتها حسب مسؤولياتها التي نص عليها نظام المناطق، وهي الإشراف والمتابعة على جميع ما يلزم لإنجاح خطط التنمية، والإشراف والمتابعة على جميع أعمال الإدارات والمؤسسات الحكومية في المنطقة، وعلى كفالة حقوق المواطن في حدود الشريعة الإسلامية".
وأكد سمو أمير منطقة مكة أن إمارة المنطقة تسعى حثيثا لتطبيق نظام المناطق، مشيرا إلى أن من أهم مسؤولياتها في هذا الجانب هي خدمة المواطن، وقال "من أبرز الخدمات التي تقدمها هي احتضان الشباب، فهم أبناؤنا ومستقبلنا، الذين وعدوا في كلمتهم بأنهم سيكونون صناع المستقبل، ونعم هم صناع المستقبل، ونحن يجب أن نقدم لهم ما أمكن لنعينهم ليكونوا أكفاء لهذه المهمة)، مضيفا: "عودنا الملك رائد النهضة وصاحب المبادرات العظيمة برسالة لا توازيها رسالة وهي أن يكون اهتمامنا أولا وأخيرا بالدين ثم الوطن، اللذين هما أهم شيء لإنسان هذه البلاد".
وأكد أمير منطقة مكة أن الاهتمام بالشباب ومساعدتهم وصناعة مستقبلهم، تنطلق من هذه الأساس والركائز، ولهذا كانت عبارة بناء الإنسان قبل تنمية المكان في استراتيجية المنطقة، ومن هذا المنطلق، كانت فكرة ملتقى الشباب في منطقة مكة، لنقدم بعض الشيء لشبابنا، وبما أن الثقافة والفكر هي العوامل في صناعة المستقبل، فقد حرصنا على أن يكون ملتقى الشباب منتدى فكريا وثقافة سعودية عربية إسلامية، لأبنائنا وبناتنا في هذه البقعة).
ومضى أمير منطقة مكة يشرح رسالة الملتقى، بقوله "ليس هناك مشروع فكري أو ثقافي ليس له رسالة، فلا بد أن يكون لملتقى الشباب، رسالة، وقد اخترنا هذا العام رسالة الشعور بالمسؤولية وحماية النظام، وهو ما تم الاتفاق عليه في أسبوعيات مجلس المنطقة، بأن تكون هاتان الرسالتان هما الشعار، ليكون مشروعا ثقافيا فكريا وعمليا، يساهم فيه الجميع، وهو شعار الملتقى لهذا العام.
ومضى قائلا: المسلمون والعرب والسعوديون لهم رسالة، ورسالة السعوديين هي رسالة إسلامية عربية، وهناك من لا يتفق معنا بأن لنا خصوصية، ما دمنا نؤمن بالله وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا، فلنا رسالة، وما دمنا مؤتمنين على الأراضي المقدسة وخدمة الحجاج والمعتمرين، فلنا رسالة، وما دامت رايتنا هي كلمة التوحيد، فلنا رسالة.
واستدرك سمو أمير منطقة مكة القول: إن السعوديين، لهم رسالة، ويجب أن يقوموا بها في هذا الوقت بالذات، ويجب أن يكونوا مرفوعي الرأس وهم يقومون بها أمام جميع التحديات في هذا العالم، وأن نفتخر ونعتز بأن رسالتنا هي الإسلام، وأن مشروعنا هو نهج محمد وخدمة الإسلام والمسلمين.
وتحدث سمو أمير منطقة مكة عن الإضافات التي سيقدمها ملتقى الشباب لهذا العام، قائلا: ملتقى الشباب في هذا العام يتميز بوجود رسالة، وسوف يكون لكل عام رسالة، كما يتميز بدخول الجامعات فأصبح لدينا أكثر من 550 ألف شاب وشابة من المشاركين في هذا الملتقى، فضلا عن 120 فعالية و34 مسابقة رياضية وثقافية وعلمية.
وخلص في كلمته قائلا: في انطلاقة هذا الملتقى، نشعر بالاعتزاز بشبابنا وشاباتنا الذين ضربوا أروع المثل في الملتقيات السابقة، وباهتمامهم وبإنجازاتهم، والروح العالية التي تمثلت في جهودهم وإبداعاتهم، وهي ستتضاعف وترتفع الروح هذا العام، خصوصا بعد نجاح التجربتين السابقتين، وأشكر جميع من ساهم وشارك في الإعداد والتخطيط والتنفيذ، وأشكر جميع الذين وقفوا معنا من الرعاة، وبوجه خاص الإعلام بجميع فروعه والإذاعة والتلفزيون والإعلام الجديد، راجين أن نخلص جميعا لرسالتنا العظيمة والتي تمثلت في كلمات سيدي خادم الحرمين بخدمة الدين والوطن أولا وأخيرا.
من جهته، استعرض الدكتور خالد فهد الحارثي رئيس اللجنة المنظمة فكرة شعلة الشباب، مشيرا إلى أن أمير منطقة مكة سيطلق شعلة الشباب التي تحمل شعار الملتقى، وهو الشعور بالمسؤولية وحماية النظام، موضحا أن شعلة الشباب ستنتقل في جميع المحافظات، لنشر هذه الثقافة، ويتزامن ذلك مع وصولها تنفيذ بعض الفعاليات التوعوية التي ستساهم في تحقيق أهداف ورؤية الأمير خالد الفيصل.
وردا على سؤال حول شخصية ملتقى الشباب لهذا العام ومدى مواكبتها للحراك والمعطيات في المنطقة، قال "كما ذكرت لا بد وأن تكون هناك رسالة واضحة للملتقى، ولنا نحن في هذه البلاد، وهذا ما قصدته من رسالة كل عام، وهذا لا يتنافى مع مسابقات الملتقى وفعالياته".
وحول انتقال الملتقى إلى المحافظات ووجود مراكز خاصة له، أجاب: كل محافظة تنفذ المسابقات ثم تنقل التصفيات النهائية في محافظة جدة، وسوف تنقل التصفيات النهائية في محافظات أخرى، وربما تكون الطائف هي المحافظة التي ستستضيف التصفيات النهائية".