تحت طلب هؤلاء الشباب، سأكتب اليوم مستعرضاً فكرتهم المدهشة لا لحي مهمل، بل لثلث المدينة الكامل المتكامل الذي يعيش لعقد ونصف من الزمن خارج أوراق البلدية. لدى هؤلاء الشباب الأربعة ملف متكامل يكشف عورة المسؤولين المتعاقبين الذين لم يؤمنوا أن لهذه الآلاف حقا مشروعا في (المواطنة) وحقا مكتسبا في أن يكونوا تحت التغطية الحكومية. لديهم ألبوم صور مدهشة عن شوارع تنام في العالم العاشر ولديهم من البراهين الموثقة أن أمانة المدينة لم تدخل هذا الثلث الكامل في شرق المدينة إلا بمشروع واحد وحيد وهو إضاءة متهالكة لشوارع بلا طوبة واحدة أو بلاطة رصيف يتيمة، مثلما لديهم عقد آخر من خمس أوراق، سحب قبل عام ونصف العام لسفلتة ثلث شوارع الحي ثم أطفئ نور المشروع وتم سحبه من المقاول. لديهم أشياء يخجل المرء النزيه الصادق المحب لوطنه أن يقول بالفعل إن ما يقرب من ستة آلاف وحدة سكنية لا تعيش في منظومة وطنها، رغم الكرم الوطني الهائل في زمن الطفرة الذي أحال هذا الوطن إلى ورشة. فكرة هؤلاء الشباب الأربعة في غاية البساطة، وفي الواقع أيضاً ليست عصية على التنفيذ أن يقوم المواطن بدوره التنموي بنفسه من أجل نفسه، فخمسة عشر عاماً تكفي لفهم عقلية وبيروقراطية كراسي إدارات الحكومة. هم بدراسة بسيطة يقولون إن المواطن الذي دفع مليوني ريال من أجل الأرض والمنزل يستطيع أن يتدبر فوقها أقل من خمسة آلاف ريال من أجل بلاطة الرصيف وسفلتة الشارع وأيضاً شجرتين أمام العمارة. هم لا يحتاجون سوى الإذن ببدء الفكرة وكل خوفهم أن توقفها أيضاً رقابة البلدية. هم أيضاً على موقع إلكتروني، وهم يؤكدون أن المقاول جاهز بكسر عشري من تكلفة مشاريع البلدية. هم أيضاً بوسائط التواصل الاجتماعي يؤكدون حصولهم على تبرعات مؤكدة إذا ما سمح النظام، وهم يعرفون أيضاً تبرعي المؤكد نيابة عن منزلي وأيضاً عن باب الجار السابع. سؤالهم هو نفس سؤالي: هل ستسمح لنا أنظمة البلدية بأن نعمل خارج التغطية وأن نقفز بحياتنا سبعة عوالم من العالم العاشر.