كثرت الدراسات التي تتحدث عن مشاكل العقم التي تواجه الأزواج في المراحل الأولى من حياتهم الزوجية. ويرى الكثير من الأطباء أن المشكلة لها علاقة بالنمط الحياتي والغذائي الخاص بالمريض أو المريضة، إلا أن استشاري المسالك البولية في مستشفى الأمير سعود بن جلوي بالمبرز الدكتور أحمد الحسين أكد أن ثمة أسبابا تقف وراء حالة العقم عند الرجال على وجه التحديد، ويمكن علاج بعضها بعد التشخيص ويستطيع الرجل الإنجاب دون عناء. وأوضح الحسين أن من بين مسببات العقم شرب الكحول والتدخين، أو تناول أدوية كمال الأجسام، وممارسة الرياضات العنيفة، إضافة إلى الوزن الزائد أو استخدام المريض للعلاج الكيماوي.. جاء ذلك خلال محاضرته في منتدى بوخمسين الثقافي في مدينة المبرز مساء أول من أمس، وقدم للمحاضرة الإعلامي عباس المعيوف.
وأكد الحسين أن بعض المسببات قد تكون خلقية، ومنها تكون دوالي حول الخصية، وقصر أو طول القنوات الموصلة للحيوانات المنوية من وإلى المثانة، أو تشوهات أخرى، إضافة أن جهاز المناعة قد يهاجم الحيوانات المنوية، لأنه يعتبرها أجساماً مضادة، أو مشاكل نفسية وعصبية تصاحب الزوج، أو إصابته بمرض السكري، أو في ظهره، مؤكداً أن هناك أسبابا غير معروفة مع سلامة الطرفين.
وبشر الحسين الرجال الذين لم ينجبوا بأن هناك علاجات متخصصة عن طريق استشاريين تساعدهم في ذلك، بدءا من مرحلة التحليلات إلى الفحص بالأشعة التلفزيونية، وأخذ عينة من الخصية للاستفادة من التشخيص والعلاج، والتي تتطلب عدة إجراءات مع الطبيب.
التوتر والعقم
أما أحدث الدراسات الأميركية الخاصة بالعقم لدى النساء فرجحت أن يكون السبب وراء العقم نفسيا أكثر منه جسديا. وقالت الدراسة التي أجريت على عدد من النساء اللواتي يشعرن بالتوتر الدائم واللواتي انقطعت دورتهن الشهرية لمدة 6 أشهر إنّ العلاج النفسي ساعدهن في القضاء على التوتر وفي زيادة نسبة الخصوبة بحوالي 80%.
يشار الى أنّ بعض الاختصاصيين ينصحون النساء بالخضوع لجلسات وخز بالإبر، إذ إنّها تساعد في الحدّ من التوتر وبالتالي تساعدهن في القضاء على العقم وتزيد من احتمال حدوث الحمل لديهن.
العلاج النفسي، التدليك، ممارسة الرياضة والحصول على ساعات كافية من النوم هي بعض الأمور التي تساعد في التخفيف من التوتر. وتساند هذا الرأي دراسة إيطالية أجريت مؤخرا. وتقول الدراسة إن الضغوط والتوتر اللذين يحصلان للرجل يوميا يمكن أن يحدا من إنتاج حيوانات منوية قوية وقادرة على تخصيب البويضات.
وخلص الباحثون إلى أن الرجال الذين يعانون من القلق ومن ضغوط قصيرة وطويلة المدى ينتجون عددا أقل من الحيوانات المنوية وبتركيز أقل، كما وجدوا أن الرجال الذين يعانون من مستويات مرتفعة من القلق تكون حيواناتهم المنوية مشوهة وأقل قدرة على الحركة. وقال الفريق المشرف على الدراسة " بشكل إجمالي يتبين أن الضغط والقلق قد يكونان من العوامل الهامة في خصوبة الرجل". وأضاف الفريق في تقرير عن الدراسة أن الأبحاث السابقة أشارت إلى أن الرجال الذين يتلقون علاجا للخصوبة كانت مستويات القلق لديهم أعلى من الشخص العادي، وأن بعض الدراسات أظهرت علاقة بين الضغوط وجودة الحيوانات المنوية، لكن الدراسات السابقة لم تبحث في التأثيرات المختلفة لزيادة التوتر لفترة قصيرة وزيادة القلق لفترة طويلة.