كل شيء في الحياة هو انعكاس لأفكارك وأعمالك، للأسف الكثير من الناس يجعلون من تغذية الجسد حاجة أولية وضرورة قصوى ومهمة جدا في الحياة. إنهم يكرسون جزءا كبيرا من الوقت لاحتياجاتهم الجسدية فهم مشغولون بالتحضير لكل شيء، من أجل ألا ينقص جسدهم أي شيء، فيصبح انشغالهم بجسدهم هذا مركز حياتهم وأفكارهم. وهذا هو السجن الحقيقي فالسجن ليس ذاته السجن داخل العقل. إن الحياة دائما تتحدى وعيك لحظة بلحظة وإن لم تكن واعيا كفاية فإنك سوف تقع ضحية للظروف والمشاكل المتربصة، إن كنتَ مجرداً من حقيقة الهدف السامي في الحياة فإن قيمة كل تعليمك هي صفر. أنت تسمى نفسك إنساناً فماذا يعني؟. إذا لم توجد بداخلك القِيَم كيف يمكن أن تدعى إنساناً؟ فقط عندما تُنَمّي الصفات الروحية وليس الجسدية تصبح مخوّلاً لتسمى إنساناً. أما إن كنت مجرداً من كل هذا فما هي الفائدة من كل ما تفعله من عطف وإحسان هي صفر، وحدها القيم الإنسانية مثل الخير والعطاء والسلام والمحبة واللاعنف تهب الغبطة الداخلية. الشخص الذي يزرع هذه القيم الإنسانية سيكون سعيداً دائماً. الحواس الخمس توفر المتعة الخارجية، لكن القيم الإنسانية تمنح الغبطة الداخلية.
أنت لا يمكنك أن تمنع المشاكل والتحديات بالحياة وكل ما يحدث في العالم ما هو إلا إنذار لتقوم بقفزة في وعيك وتحرير كل المتراكمات التي بداخلك. لأن ببساطة العالم يتغير وطاقته تتغير للأفضل هي فترة ما قبل الولادة الجديدة الذهبية..
لهذا التغيير هو داخلي وكله يتعلق بمراقبة العقل والسيطرة عليه، ?نه هو البذرة لكل شيء.. يجب أن تتغير رؤيتك جذريا للحياة وذلك بمعرفة روحك وجوهرك الأبدي. فقط المشاعر الراقية النقية تستطيع اختبار الخير بدلا من اتباع الشر المبطن بملامح خيره وغير حقيقية.
ولذلك نحن بحاجة للوعي الكافي والمشاعر الصافية للوصول للخير، أنت موجود على هذه الأرض بإرادة الله. لقد اختار لك مهمة لتقوم بها، ولا يمكنها أن تشبه مهمات الآخرين، لأن كل إنسان لديه مهمة يقوم بها، تختلف عن مهمة الآخرين، ومهمة الشيطان. يجب على كل شخص أن يؤدي مهمته لكي ينعم بالسعادة فلا تسعى إلى اكتشاف أو مناقشة الشر في الآخرين، لأن هذه المحاولة ستشوه فكرك.