أكدت مصادر سورية معارضة أن الثوار تمكنوا من تقويض القوة الجوية السورية وهي الذراع الذي يعتمد عليه نظام بشار الأسد بشكل كبير في مواجهة معارضيه. وقدّرت المصادر في تصريحات لـ"الوطن" أن عدد الطائرات الجاهزة لتنفيذ طلعات جوية بحوزة النظام الآن لا تتعدى 100 طائرة، فيما تربض طائرات أخرى في مطاراتٍ عسكرية، إما لسيطرة الثوار على تلك المواقع، أو لخروج تلك الطائرات عن الخدمة.
وكانت قوات الجيش الحر قد تمكنت خلال الأشهر الماضية، من إحكام قبضتها على عدد من القواعد والمطارات العسكرية، التي تمثل أهم شرايين قوات الأسد العسكرية، وهو ما قلل بشكلٍ واضح من لجوء النظام للجو. وقالت المصادر إن النظام لجأ إلى التركيز على صواريخ "سكود" وراجمات الصواريخ والدبابات لتعويض الغارات الجوية. وفي سياق متصل وضعت لجانٌ قضائية سورية نحو مئة طيارٍ مقاتل في صفوف القوات الجوية التابعة للنظام تحت طائلة المحاسبة، وأصدرت بحقهم مذكرات اعتقال بتهم قتل الآلاف من الشعب السوري. وتعمل لجانٌ تابعة للجيش الحر، على جمع معلوماتٍ عن طياري الأسد، الذين قاموا بطلعاتٍ جوية مستهدفين المدنيين.
ميدانيا شهدت مدينة القصير ليل أول من أمس قصفا عنيفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مع توارد أنباء عن محاولات لحزب الله اقتحام المدينة. وكانت ميليشيات الحزب أرسلت تعزيزات من 250 عنصرا مع عتادهم إلى مدينة الهرمل اللبنانية القريبة من القصير السورية. كما أرسلت عتادا وأجهزة ومناظير ليلية لمنطقة البقاع للبدء بعمليات ليلية ومداهمات كانت الأولى من نوعها في القرى التي يهيمن عليها الحزب داخل الأراضي السورية.
كما تعرضت مناطق عديدة في محافظة حمص لقصف عنيف من قبل قوات النظام. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن عملية القصف رافقتها أصوات انفجارات وتصاعد لأعمدة الدخان. وقال إن مناطق في مدينة داريا في ريف دمشق تعرضت للقصف بينما هز انفجار شديد اليوم محيط مبنى إدراة المركبات بين مدينتي عربين وحرستا. كما تعرضت مدن وبلدات الأتارب والباب وعندان في ريف حلب للقصف أيضا.
إلى ذلك قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه مقتنع بأن الرئيس السوري لن يغادر السلطة، مكررا أن موسكو لا تنوي "إطلاقا" أن تطلب منه ذلك. وقال في مقابلة مع "بي بي سي" أمس إن "قرار من يجب أن يحكم سورية لا يعود لنا وعلى السوريين أن يقرروا" ذلك. وردا على سؤال عن إمكانية أن تدفع روسيا الأسد إلى مغادرة السلطة، قال لافروف "إطلاقا". وقال "لن يرحل ونعرف ذلك بشكل مؤكد. كل الذين على اتصال به يعرفون أنه لا يمزح".