اعتبر العضو السابق في مجلس الشورى نجيب الزامل دخول الإنترنت أكبر تغيير كوني ومفصلي. وقال الزامل - الذي وصف في بداية حديثه سيرته الذاتية بعبارة "تفشل" داعياً إلى أن يحكم على الإنسان بشخصيته وليس سيرته- إن الأفراد والمجتمعات أصبحت محكومة لـ"سيرفرات" الإنترنت، لافتاً إلى أن تلك السيرفرات تحكمها قصة سياسية واجتماعية واقتصادية، وأشار إلى أن الإنترنت خلق انتماء كونيا وسمات مشتركة بين أفراد العالم.

جاء ذلك خلال ورقة عمل قدمها الزامل بعنوان "قصة الإنترنت" خلال ندوة "مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية"، التي عقدت ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتب، بمركز الرياض الدولي للمعارض، مساء أول من أمس، وأشار الزامل إلى مراحل تطور الإنترنت المتسارعة خلال الحقبة الأخيرة، ليصفه بأنه الاختراع البشري الأهم في تاريخ المبتكرات الإنسانية، وسلط الضوء على عدد من الكتب التي صدرت خلال القرن المنصرم، وتحدثت عن ابتكار إلكتروني عملاق سيسيطر على العالم.

وأوصى الزامل باستبدال الكتب الدراسية التقليدية، بأجهزة لوحية تتضمن كتباً إلكترونية بديلة، إضافة إلى عناصر الشرح بصورة أفضل، وأسهل، لافتاً إلى أن ذلك سيسهم في توعية الأجيال القادمة، وتوجيهها للاستفادة من التقنية والإنترنت على وجه الخصوص.

أما محمد الشقا الذي يترأس الجمعية السعودية للإعلام الإلكتروني فيشبه مواقع التواصل الاجتماعي بخدمة التوصيل السريع للأخبار، مشيراً إلى أنها ركن أساسي من منظومة الإعلام الجديد.

وأوصى الشقا، بدمج الصحف الإلكترونية في المناطق لتكون مؤسسات صحفية، وعدم الاعتماد الكلي من قبل المتلقي على مواقع التواصل الاجتماعي كمادة خبرية مسلم بها.

وكانت الندوة بدأت بكلمة لمديري الحوار محمد آل هتيلة وبسمة السيوفي، قدما فيها المحاضرين وأبرز إسهاماتهم العلمية والعملية، فيما شارك إلى جانب عضو مجلس الشورى نجيب الزامل، محمد الشقا، ومحمد الشهري، والدكتورة سلوى العضيدان. واستعرض الشقا تجربة الإعلام الإلكتروني في المملكة، مشيراً إلى أن الإعلام الإلكتروني يلقى اهتماما رسمياً وعملاً مؤسسياً يسعى إلى الرقي به ليكون إعلاماً هادفاً يفيد المتلقين وينقل الخبر باحترافية ومهنية، وقدم محمد الشهري، ورقة تحدث فيها عن الإعلام الإلكتروني، مستعرضاً تجربته في إدارة الصحف الإلكترونية في المملكة، ومدى قدرة هذه الصحافة على منافسة الورقية.

أما العضيدان فقدمت ورقة بعنوان "مواقع التواصل الاجتماعي ..قراءة أمام مرآة النفس" سلطت فيها الضوء على "تويتر" وتجربتها الشخصية في التعامل معه، وأبرزت إيجابياته ومنها اتساع رقعة التواصل عبر العالم بين الأفراد والجماعات وتبادل الأفكار وتقريب المسافات وفتح أبواب الإبداع في مجالات عدة، مشيرة إلى أن من سلبياته انعدام الرقابة وعدم الإحساس بالمسؤولية من قبل بعض المغردين وكثرة الإشاعات والنقاشات غير المهذبة وعدم تقبل الرأي الآخر من قبل البعض وظهور لغة مهجنة بين العربية والإنجليزية بين أوساط المغردين مما قد يؤثر على الفصحى لدى الشباب.