الأمثال ودلالاتها تختلف من بيئة إلى أخرى، فمثلا هناك في المثل الصيني يقولون: البيوت السعيدة لا صوت لها.. وهذا الكلام صحيح في الصين.. أما في السعودية فالبيوت لها أصوات وأصوات، لأن الجغرافيا محايدة وتفرّق بين أهل الهدوء وأهل الضجيج. تصوروا حول منزلنا بيوت كثيرة تنعم بالسعادة والمحبة ومع ذلك أصواتها عالية مثل "بواري السيارات"، لأنني أسمع حواراتهم من خلف الجدران. أسمعهم مثلاً يقولون إنهم سيذهبون إلى المطعم ثم "يتهاوشون" على اختيار المطاعم، لأن البعض يريد "سمك" والبعض يريد "مندي" والبعض يريد أن يأكل في "ماكدونالدز" فيغضب الأب ويقول: الأفضل أن تأكلوا "تبن".
وإذا جاء العصر تعالت الأصوات وتخاصموا على الشاي من السعادة، فالأب يريده بدون سكر والأم سمينة وتريده "سكر زيادة" والابن يريده بالنعناع والبنت تريده بالزنجبيل، لأنهم قالوا لها إن الزنجبيل يفتّح مسامات البشرة. الزبدة: إن البيوت السعيدة لا تمتاز دائماً بالهدوء، ورفع الصوت أحياناً يكون من باب زيادة السعادة، مثل العصفور الذي يغرّد بصوت عالٍ.