ناقش وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة مع أستاذ الطب الوقائي بوكالة الصحة الوقائية الدولية البروفيسور دايفيد هايمان كافة الخطوات العلمية والمهنية للإسراع في إنشاء مركز طب الحشود في المملكة الذي أقرته منظمة الصحة العالمية في جنيف مؤخرا طبقا لأدق المعايير الصحية، كالتعاون في مجالات البحوث الدولية والتبادل العلمي، والتدريب في مجال طب الحشود والصحة العامة.
وأبدى الربيعة خلال لقائه وفد الطب الوقائي بوكالة الصحة الوقائية الدولية الذي يضم أستاذ الأوبئة والصحة الدولية بجامعة لندن كوليدج الطبية البروفيسور عليم الدين زملا والمدير الإقليمي بوكالة الصحة الوقائية الدولية البروفيسور برايان مكلوسكي، اهتمام الوزارة بتطوير طب الحشود لما له من صلة وطيدة بصحة ضيوف الرحمن في موسمي الحج والعمرة.
من جهته، أكد البروفيسور هايمان أن المملكة تعد من خلال خبراتها الطويلة والمتراكمة رائدة في مجال طب الحشود والتجمعات البشرية، مضيفاً أنها استطاعت التغلب على الكثير من المشاكل الصحية التي قد تنتقل من خلال التجمعات البشرية حيث تغلبت على مشاكل أمراض الإسهالات التي عولجت بواسطة تحسين الصرف الصحي، ومشكلة الحمى المخية الشوكية التي عولجت بطلب التطعيم للقادمين للحج، ومشكلة شلل الأطفال التي عولجت بطلب التطعيم للقادمين في موسمي الحج والعمرة، ومشكلة أنفلونزا الخنازير "H1N1" التي تم علاجها بالتطعيم أيضاً مما يعني أن العالم يتعلم من المملكة كيف تعاملت للحد من الأمراض في التجمعات البشرية. ولفت إلى أنه يمكن عمل المزيد لحماية الحجاج.
وأضاف هايمان أنه لكي يتم تقييم مدى نجاح البرنامج الصحي للمملكة في الحج فإنه يجب أن ننظر إلى صحة الحجاج العائدين من موسم الحج إلى أوطانهم حيث يعودون بصحة جيدة، خالين من الأمراض المعدية حيث لم تسجل حالات مصابة بأمراض معدية كمرض الحمى المخية الشوكية أو غيره لأي من الحجاج، نظرا لتطبيق المملكة الإجراء الوقائي المتمثل في التطعيم الإلزامي للقادمين إلى المملكة في موسمي الحج والعمرة. وقال إنه يمكن تطبيق هذه الإجراءات الوقائية في كافة التجمعات البشرية حول العالم.
من جهته، أوضح البروفيسور عليم الدين زملا أن طب الحشود يتعامل مع أي تجمع بشري كبير يتم في فترة محدودة مما يسهل انتقال الأمراض بين المجتمعين، كما هو الحال في فترة الحج أو الأولمبياد الدولي، مشيراً إلى أن المملكة لديها خبرة كبيرة في الحد من الأمراض المعدية، وأيضا التعامل مع الأمراض غير المعدية مثل مرض السكري الذي قد يصيب البالغين والنساء والأطفال.
وأضاف أنهم بقيادة وزير الصحة ووكيل الوزارة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش يسعون إلى التحرك وتأكيد قيادة المملكة لطب الحشود في العالم، وهذا يساعد كثيرا في تدريب الكوادر السعودية وطب التجمعات البشرية على مستوى الماجستير والدكتوراه للتمكن من قيادة العالم في هذا المجال، لافتا إلى أنه سيتم قبول نحو 100 طالب للماجستير و40-50 للدكتوراه، وسيتم تحضيرهم ليتولوا القيادة في المستقبل.