أشد ما يلفت الانتباه في حلقة برنامج "واي فاي" التي تعرضت للشيخ محمد العريفي هو إظهاره بالشخص المتناقض الذي يفصل بين ما يعظ الناس به وبين ممارسته له. أظهرته تلك الحلقة متناقضاً يستسلم للمرأة المتخصصة بالماكياج ويسلم بشرة وجهه لأناملها "لزوم النيولوك"! وأنه يتحرى ويسأل بشغف عن مشاركة المرأة في برامجه بدلاً من "الخناشير". وعلى رغم انتشار الجدل حول الحلقة، غاب عن المتجادلين مناقشة مدى صلاحية هذا النقد (الاتهام) المباشر والمستوى الفني المتواضع للحلقة.
سوف أتناول الحلقة من الناحية الفنية، لكن بداية، لا بد من القول إنه يحق للدكتور العريفي مقاضاة البرنامج وبالتالي يترتب على مقدميه إما إثبات عدم خروجهم عن قواعد النقد أو تعرضهم لتهمة التجريح الشخصي. بكل تأكيد كانت تلك الحلقة مثيرة بامتياز، وبكل تأكيد أيضاً يرجع سبب ذلك إلى جعل الدكتور العريفي مادة لها بعد أن وظفت جماهيريته وجرحت شخصيته. ومن أجل نقد العريفي حققت الحلقة نسبة مشاهدات في شبكة التواصل أعلى من الحلقات السابقة. بكل المقاييس، لو شاهد الحلقة كوميدي من بلد أجنبي غريب عن مشهدنا المحلي فلن يجد فيها ما يشده إلى مشاهدتها بسبب ضعف الحبكة وضعف النص فيها. أما المشاهد العادي فيمكنه ملاحظة أشياء أخرى بديهية وهي عدم القدرة على تقليد صوت شخصية العريفي، وفشل الممثل في تشبيه نفسه بشخصية العريفي حيث اكتفى بنجومية صاحب القضية فلم يكلف نفسه التدرب على الأداء والتقمص. ولهذه الأسباب ظهرت الحلقة ضعيفة وأقرب إلى الاتهام والاستهزاء وبعيدة عن النقد. لا أحد يعترض على انتقاد العريفي فقد انتقدته مرة لأن نقد الأفكار حق مشروع لا يختلف الناس حوله. لكنهم بدون شك يعارضون شخصنة النقد وتحويله إلى استهزاء. إن الاختلاف مع الدكتور العريفي أمر طبيعي لكن نظل نحترمه.