أحمد العنزي، وماجد العرابي، ومحمد المالكي، وماهر العتيبي، جامعيون استهوتهم تفاصيل العمل الإعلامي المختلفة، والذي بدأ يتشكل لديهم بعد زيادة جرعة النشاطات، وورش العمل، ودورات التثقيف في السنوات الأخيرة، والتي مثلت جزءا من عملية التغيير التي شهدتها الجامعات السعودية.

أشار إلى ذلك عميد شؤون طلبة جامعة الطائف الدكتور فهد بن سعد الجهني في حديثه لـ "الوطن"، في ختام الملتقى الإعلامي الثالث بجامعة الطائف الذي عقد الأسبوع الماضي، وقدمت من خلاله خمس دورات تدريبية، أشرف عليها مدربون متخصصون.

ويؤكد مسؤول النادي الإعلامي بجامعة الطائف حلوش مقري أن هذه إحدى التجارب الأولى على مستوى جامعات المملكة، لتحويل هواية الطلاب إلى عمل احترافي 100%.

الطلاب الذين التقتهم "الوطن" أكدوا أن "التدريب الإعلامي الذي تلقوه في هذه الدورات يفيد الحركة الطلابية، ويساهم في ازدهار مجتمعهم المحلي، وتغييره صوب الأفضل".

الاحتكاك بخبرات الإعلاميين الحاضرين كان أحد الأسباب التي دفعت الطالب ماهر العتيبي للمشاركة في الملتقى للمرة الأولى، حيث تم ترشيحه بناء على سيرته الذاتية وأنشطته السابقة في مجال الإعلام.

كتابة الأخبار والتقارير الصحافية، وإعداد البرامج الإذاعية، وصناعة الرسائل التلفزيونية، وإخراج أفلام "يوتيوب" القصيرة، وكيفية الاستفادة من وسائط الإعلام الجديد، كانت العناوين الرئيسة التي أقبل عليها طلاب الطائف، حيث استطاع المار بين صفوف قاعات التدريب أن يشهد نقاشات ساخنة تهدف إلى التعلم من الممارسات الإعلامية، والتي كان يصل بعضها إلى درجة من السخونة.

تقوم فكرة الملتقي الإعلامي الذي تنظمه عمادة شؤون الطلاب بشكل سنوي على مزج التنظير بالتطبيق، ويقام النشاط على هيئة ورش، ومحاضرات مكثفة، وتهدف المحاضرات في مجملها إلى تطوير هوايات الطلاب في المجال الإعلامي عبر تدعيمها بالأنشطة التي تصقل مهاراتهم المعرفية والمهنية.

المدربة الصحافية سمر يحيى المسؤولة عن تدريب فنون "الكتابة الصحافية" حرصت على تنمية حس الطالبات في كتابة التقارير، والأخبار، والحوارات الصحافية، وأغلبهن يحضرن مثل هذه الدورات للمرة الأولى في تنمية مهاراتهن، تقول سمر إنهن أصبحن يملكن معرفة بواقع الإعلام المحلي بتفاصيله، بشكل لم يكن متاحا من قبل".

ورغم الهواية التي تجمعهم، تنوعت تخصصات وكليات الحاضرين من الطلاب، يقول طالب السنة الثانية هندسة محمد الشهري، والذي كان ضمن المشاركين، "من المؤكد أن اختلافات وجهات النظر في الممارسة الإعلامية أحيانا ما تظهر داخل نقاشات المحاضرة، لكنها تكون في إطار مقبول، حيث إن الجميع يتحدث بعناية وبحس مهني عال".

ووفقا للشهري فإن حضور الفعاليات المتعددة يزيد من فرص التنافسية في الحياة العملية بعد التخرج، ويضرب بنفسه مثلا، إذ يشارك حاليا في أنشطة إعلامية لجمعيات أهلية، وهو ما ساعده على تدعيم سيرته الذاتية بالتجارب والخبرات.

ثورة الإعلام الجديد كانت أحد أهم الملامح التي طرأت في الملتقي منذ انطلاقه، حيث استأثر هذا الموضوع بجزء كبير من النقاش، إذ كانت القاعة تضم أعضاء بـمواقع التواصل "فيسبك"، و"تويتر"، و"يوتيوب"، وآخرون ما زالوا يمارسون الإعلام بأدواته التقليدية، وأحيانا ما كانت تثار أسئلة أكثر حماسا في القاعة تناقش المسؤولية الاجتماعية في الوسائط الجديدة ، ولكن ظلت مساحة النقاش منضبطة ومتسمة بالمرونة وقبول الرأي، والرأي الآخر.