عندما لا ترى الشمس وهي ساطعة في سماء بلا غيوم فلا تنتظر أن ترى شيئاً آخر على ظهر الأرض.
هذه الحكمة الصينية تعني أن من يتجاهل أوضح الأشياء لا يمكنه أن يرى التفاصيل.. وفي الأسبوع الماضي فتحنا ملفاً مهماً عن تكرار الإخفاق الخليجى فى التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم لدورتين متتاليتين والأسباب التى أدت لهذا التراجع وطرق علاجها.
القضية عامة على كل دول الخليج بلا استثناء ولكننا سنتخذ من كرة القدم السعودية (وهي الأكبر عدداً وألقاباً وتأهلاً للمونديال نموذجاً لكشف الأخطاء وتقديم الحلول) والبداية مع الانفتاح الاستهلاكي على أنصاف المحترفين والنجوم أو الأشباح المعتزلين.
مئات اللاعبين الأجانب مروا على الكرة السعودية من السبعينات وحتى الموسم الحالي.. بينهم عشرات من ألمع نجوم اللعبة على مر العصور.. لكن الكرة المحلية لم تستفد إلا من عدد لا يزيد على أصابع اليد الواحدة.
والفائدة هنا لا تعني تحقيق الألقاب المحلية أو حتى الخارجية أو تحقيق شعبية جماهيرية وإعلامية أو تسجيل أهداف شيقة.. ولكنها الإرث طويل المدى الذى يتركه اللاعب على الكرة من لاعبين (ناشئين وكبار) ومن نظام واحترام وأخلاق وإعلام كنموذج يسعى آخرون لتقليده والسير على منهجه.. وتذكروا الإرث الذي تركه الأسطورة البرازيلي بيليه على الكرة الأميركية عندما احترف في كوزموس نيويورك فى السبعينات.. وبعده توالى العباقرة الألمان بيكنباور ومولر وبرايتنر والهولندي كرويف.. ونهض المنتخب الأميركي بعدها بقوة وصار ضيفا ثابتا للمونديال من 1990 إلى اليوم بلا انقطاع.. بل إن شعبية اللعبة زادت إلى حد استضافة الولايات المتحدة لكأس العالم عام 1994 وحققت تلك المسابقة أعلى حضور جماهيرى للمونديال على مر العصور.
للأسف لم يزد عدد الأكفاء من المحترفين الأجانب من أصحاب البصمات الخالدة فى الكرة السعودية عبر أربعين عاما عن أصابع اليد الواحدة.
وفي الأسبوع المقبل نقدم نماذج ساطعة لذلك الخطأ.