على اعتبار أن الرياض إحدى أهم عشر مدن في العالم في استخدام "تويتر" تحول فندق الريتز كارلتون بالرياض الذي احتضن ملتقى" مغردون سعوديون" إلى سرب للطيور المغردة، بحضور مئات الشباب من المهتمين بشبكة "تويتر" للتواصل الاجتماعي، حيث يبلغ عدد السعوديين المشتركين في تويتر ما يقارب الملايين الثلاثة، وفقا لدراسة سيمو كاست الفرنسية. وضم الملتقى مجموعة من المحاضرين الشباب المؤثرين في تويتر الذين تنوعت نشاطاتهم بين استخدامها تجاريا أو إعلاميا أو اجتماعيا.

وجاء محور الجلسة الأولى التي أدارها عبدالله الحريري عن أنواع الرقابة في تويتر، واعتبر سلطان المالك أن الجهة المخولة للفصل في بعض القضايا المصنفة ضمن "الجرائم الإلكترونية" في جميع شبكة الإنترنت هي هيئة التحقيق والادعاء العام، وألمح وليد سموم إلى ضرورة وجود دراسات اجتماعية على مجتمع تويتر الذي تعصف به صراعات التيارات الفكرية التي انتقلت من الأعمدة الصحفية إلى شبكات التواصل الاجتماعي بشكل واضح وتفشي العنصرية والطائفية، بعضها قد تكون ذات أجندة. وقال عبدالعزيز الشعلان إن تويتر أوصل الحراك الاجتماعي إلى المسؤولين، وإن المشكلات التي تحدث هي أمر طبيعي، معتبرا أن الرقابة النظامية صعبة ما لم يكن الرقيب وازعا من ذات الأفراد، وأن النشر الإعلامي لبعض العقوبات التي تم التعدي فيها على بعض المواطنين سيسهم في رفع سقف الوعي لدى المستخدمين. ورفض بندر النقيثان أن تخصص جهة لمراقبة تويتر أو تترافع عن الناس، "إنما الواجب أن تكون المطالبات شخصية إن حصل وقوع ضرر شخصي، وجهل بعض المغردين بالقوانين قد يدفعهم للإساءة".

وتحدث في المحور الثاني عن صناعة الأفكار ونشرها عبر تويتر عبدالله الخريف، واستعرض فيها عددا من التجارب الشخصية كتجربة نايف القزلان في إنشاء حساب "وقاية" الذي سيكوّن قاعدة بيانات للمتبرعين بالدم حسب المنطقة والمدينة وقرب السكن من المستشفى لدعم تطوعي لتوفير الدم، وهو ما رحبت به وزارة الصحة السعودية وأبدت تجاوبا معه. وأشار صالح الزيد إلى أن الأخبار السلبية تؤثر على نفسيات المتابعين فقرر عدم نشر الأخبار السلبية.

أما المحور الثالث فتحدث عن تويتر بوصفه منصة تجارية، وأدار الحوار ياسر المسفر، ووصف يزيد الطويل تويتر بأنه أعطى الفرصة لسرعة بيع المنتجات عبره، والتواصل المباشر مع العملاء، وقلل التكلفة ووفر القدرة على معرفة مدى رضا العملاء. وقال مازان الضراب الذي يمتلك شبكة واسعة من المتاجر الإلكترونية إن تويتر يعرف شباب الأعمال ببيئة الاستهلاك ويحسب عوائد الاستثمار التي تمت عبر تويتر، كما اعتبر أحمد الجبرين أن تويتر يعمل كحلقة وصل بين المغردين والبائعين. واستعرض فارس المطيري، أحد أصحاب حساب "هاشتاق السعودية"، تجربته التي لم يكن يتوقع لها النجاح والتي تحولت فيها الفكرة إلى مصدر للعوائد عبر الإعلانات التجارية.

وكان المحور الثالث عن الإيجابية في تويتر والتي عرض فيها فيلم مصور للكاتب عبدالله المغلوث الذي وجه لمستخدمي تويتر عشر نصائح وسبقها توزيع كتابه "تغريد" على حضور الملتقى، إضافة لتوجيه فائق منيف لأهمية نشر السعادة والتفاؤل عبر تويتر.

وكان المحور الأخير عن كيفية استفادة الإعلامي من تويتر، وأدار الجلسة تركي الدخيل، وأجمع خلاله الضيوف عبدالله المديفر وصلاح الغيدان وفهد الفهيد على أن تويتر أسهم في تطوير برامجهم الإعلامية. وقال المديفر إن بعض ضيوف برامجه سذّج، وأكد أن بعض المشاركين قد يضيء بعض الجوانب التي قد يغفل عنها. واعتبر الغيدان أن تويتر قاس له مدى رضا المشاهدين عن برامجه. وأشار الفهيد إلى أن تويتر ألهمه صناعة محتوى جديد من خلال تطوير بعض التغريدات التي يطلقها المغردون، وقدّر أن نسبة 50 بالمئة من المتابعين هم متابعو إعجاب وبعضهم قد يدافع بعاطفية عن آراء معجبه بلا وعي. كما تخلل الجلسات الحوارية عرضان لستاند أب كوميدي لفادي الشهري ومحمد با زيد، وعرض خفة للثنائي أحمد العقيل وعبدالرحمن الرفاعي. وتنوع الحضور ما بين الرجال والنساء. ويعد أبرز الحضور الدكتور عيسى الغيث الذي توسط القاعة، كما كان هناك حضور مباشر للرسام الهزاع الذي واكب الفقرات برسومات كاريكاتيرية عرضت على الجمهور.