لا أعرف بالضبط متى بدأت فكرة مخيمات تفطير الصائمين في السعودية.. لكنها أمست اليوم أحد أبرز المظاهر الروحانية الرمضانية في البلاد.. يأنس العابرون برؤيتها حتى لو لم يكونوا من روادها.. تظهر من خلالها فضيلة التكاتف والتكافل الاجتماعي، أجمل ما يميزها أنها عمل تطوعي بحت، لا شأن للمؤسسات البيروقراطية به.
الذي يلفت نظري أن هذه المخيمات باتت مخصصة للوافدين - الآسيويين على وجه التحديد - دون غيرهم.. ولا أعلم كيف تم حصر هذه الخيام الرمضانية وصورها أنها خيمة لتفطير الوافدين وحدهم.. أجر تفطير الصائم ليس خاصاً بالوافد دون سواه - "من فطر صائماً كان له مثل أجره" - وافداً أو غيره..
المدن الكبرى فيها من الشباب القادمين من خارجها للدراسة الصيفية، أو العمل أو المرضى أو المرافقين، بالآلاف.. فلماذا يحرمون من هذه الخيام التي تقدم فيها موائد بالملايين؛ طالما أن الهدف هو البحث عن الأجر وإظهار فضيلة التكافل؟ قد يكون هذا الأمر هامشياً بالنسبة لمن يفطر في منزله أو يمتلك المقدرة على الإفطار في مطعم أو فندق.. لكن الأمر ليس كذلك للطلبة ومن في حكمهم.
الأقربون أولى بالمعروف.. والأجر يتحصل إن شاء الله، هنا وهناك. لذلك لا بد من نقلة نوعية في هدف ورسالة هذه الخيام الرمضانية لتصبح للجميع.. ولن يتم ذلك أبداً دون أن تتغيّر الفكرة الموسومة والمرسومة عنها.. وأول الخطوات أن يفطر إمام المسجد ومن أراد من المصلين والمتبرعين والقائمين على هذه الخيام ضمن الوافدين.. غيّروا الفكرة السائدة كي تصبح الفائدة المرجوة عظيمة.