يمثل طريق أبو حدرية ـ النعيرية كابوسا لسائقي المركبات، وذلك على خلفية كثرة ما يمثله من مخاطر على مرتاديه، والمتمثلة في الشاحنات بتجاوزاتها وسلوكيات سائقيها التي تصل إلى حد الرعونة وتتسبب في حوادث مميتة.

ويمتد طريق أبو حدرية ـ النعيرية على طول 60 كيلو مترا كبداية لطريق الشمال الدولي، الذي ينتهي عند منطقة القريات، ورغم القصر النسبي للطريق، إلا أنه يعتبر أحد أخطر الطرق بسبب غياب الرقابة عادة، ومع كثرة التحويلات، مع أهميته كرابط لخط الشمال الدولي، ومن هنا تبدأ المشكلة، حيث تتقاطر الكثير من الشاحنات المحملة بالبضائع على طول الطريق ليل نهار، ويكفي المرور به لمعرفة حجم التلف الذي أصاب الطريق وجعله خطرا على مرتاديه بسبب تلك الشاحنات، رغم سياسة الترقيع التي دأبت عليها الجهة المعنية، ولا يبدو أنها تجدي نفعا حتى الآن، ولا يقف خطر الشاحنات على ثقل الحمولة، بعد أن تعدى ذلك ليصل إلى الاستخفاف بالأنظمة المرورية وارتكاب مخالفات جسيمة، كانت سببا لحوادث مروعة تحفظها سجلات مراكز أمن الطرق وشرط المنطقة.

ويقول علي المطيري: أعمل مدرسا في الدمام، وعائلتي في النعيرية، وأضطر إلى السفر في نهاية كل أسبوع، وهو ما يعني مروري بهذا الطريق المرعب، وحفظت كل عثراته وتحويلاته، ونستطيع التعامل معها، ولم يبق إلا تلك الشاحنات التي لا تقيم وزنا لأي اعتبارات مرورية أو حتى أخلاقية، البعض منهم وبسبب سوء حالة الطريق يذهب إلى الحارة اليسرى من الطريق الذي ليس به سوى حارتين أصلا، ولا يسمح لك بالمرور، فيما يعمد البعض منهم إلى التجاوز برعونة دون مبالاة للمركبات الأخرى، وآخرون غيرهم لا يهتمون بتغطية حمولتهم، فتجد الرمل يتطاير منها على ما خلفها من المركبات. أما السائق محمد الشمري، فكان أكثر حدة في تعليقه على المشكلة، حيث يؤكد أنه يضطر أحيانا لأخذ حقه بيده حسب وصفه، ويضيف قائلا: مشاكل الطريق في كفة، وسائقو الشاحنات في كفة، فهم لا يهتمون لأحد، يرتكبون أفضع الحوادث لأنهم يعلمون أن نظام التأمين يحميهم، لا بد من مراجعة هذا الأمر وتقنينه إن أردنا خفض نسبة الحوادث على الطرق.

بدوره، رد المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي على تساؤلات "الوطن" عن طريق أبو حدرية ـ النعيرية قائلا: تحرص القوة الخاصة لأمن الطرق بالمنطقة الشرقية من خلال دورياتها المنتشرة بالطرق السريعة على ضبط التجاوزات والمخالفات التي تنجم عن قائدي المركبات بأنواعها بما في ذلك الشاحنات والمركبات الكبيرة، وتشمل التغطية الأمنية لدوريات أمن الطرق طريق أبو حدرية ـ النعيرية العام.

وأضاف، ولأهمية الطريق المشار إليه كونه يمثل مسارا دوليا هاما ومنفذا لعدد من دول الجوار، فقد أخذ المختصون على عاتقهم تغطية الطريق بالقوة اللازمة لتأمين سلامة الطريق وضبط المخالفات التي يمكن أن تقع من خلاله، ومن ضمنها ما يقع من تجاوزات من قبل قائدي الشاحنات المحلية وشاحنات العبور "الترانزيت"، ويتم التعامل مع ما يتم رصده من مخالفات وتجاوزات لهذه الفئة من المركبات وفق ما تضمنه نظام المرور الصادر بالمرسوم الملكي رقم م /85 في 26/ 10/ 1428.

ويشهد الطريق المذكور كثافة عالية لمرتاديه وبالتالي فإنه يعتبر ضمن الأعلى تسجيلا في ضبط المخالفات في نطاق المنطقة الشرقية، وبحسب الرقيطي، فإن شاحنات العبور "الترانزيت" تعتبر الأعلى تسجيلا للمخالفات مقارنة بمثيلاتها من الشاحنات السعودية، بحكم أنها تشكل غالبية مستخدمي الطريق المذكور.