علقنا في الزحام ونحن في الطريق للمطار.. كنا أربعة أشخاص.. كان من المستحيل الخروج من أرتال السيارات الزاحفة.. للنفاذ يلزمك الاستعانة بطائرة مروحية.. سألت المجموعة: لو سقط أحدنا مغشيا عليه.. ماذا سنفعل"؟!
اكتشفت أننا جميعنا لا نفقه "ألف باء" في الإسعافات الأولية.. كانت الحلول مثيرة للشفقة.. كلها تعتمد على "رش الماء"!
قبل ثلاث سنوات اقترحت أن يبادر الهلال الأحمر السعودي بعقد دورات تطوعية للمواطنين والمواطنات ولطلاب وطالبات المدارس والجامعات حول طرق الإسعافات الأولية.. أو تفعيله كشرط للحصول على رخصة القيادة.. مر الاقتراح دون جدوى.. كنت كمن يؤذن في مالطا كما يقول المثل!.. قبل أيام أعاد الدكتور "وليد فتيحي" طرح هذه القضية المهمة في برنامجه المتميز "ومحياي" الذي يعرض خلال شهر رمضان على (MBC)، وسرد عدد من الأرقام المهمة التي تبرهن أهمية تعليم الناس لطرق الإسعافات الأولية.
ولذلك أجدها فرصة مواتية أن أوجه ندائي هذه المرة لوزارة التربية والتعليم أن تبادر لتنفيذ حملة وطنية تعنى بالإسعافات الأولية لطلابها وطالباتها في المدارس.. لو فعلت ذلك لوجدنا في كل منزل إنسان لديه خبرة لا بأس بها في الإسعافات الأولية.. أنا متيقن أن كثيرا من الحالات التي تصل لأقسام الطوارئ على مدار الساعة في المستشفيات، ما كان لها أن تكون بهذه الخطورة، لو وجد الناس من يعلمهم أبجديات الإسعافات الأولية الضرورية.. إن لم تفعل مؤسسات الدولة المركزية شيئا، فليس أقل من المبادرات الفردية على مستوى المناطق.. ساعدوا الناس كي يساعدوا أنفسهم.