كل شيء هناك يؤهلك نفسيا للغوص في أعماق الحضارة والثقافة الهندية القديمة، فمع الخطوات الأولى لك داخل مركز العلاج الطبيعي يأخذك خيالك إلى أقصى قرى نيودلهي، حيث كل شيء يؤدي إلى ذلك بداية من ديكورات المكان وحتى الاستقبال والزي الذي يرتديه العاملون والزيوت العطرية المتطايرة في الجو.

وكان هذا الإيحاء القوي هو ما قصدته مؤسسة المنظمة العربية لليوغا وصاحبة مشفى طب الطبيعة نوف مروعي، لتأهيل قاصدي العلاج لديها نفسيا قبل بدء العلاج الفعلي من خلال الأعشاب والزيوت والعطور وطرق متعددة للتنفيس عن ما بداخل النفس واستعادة النشاط والحيوية بالوسائل المستوحاة من الثقافة الهندية، وقد حاز مركزها في جدة على اهتمام شرائح مختلفة من المجتمع من داخل المملكة وخارجها.

تقول نوف مروعي لـ"الوطن": إن فكرة العمل تدور حول أهمية الطب الطبيعي والتعامل مع حيوية الجسد ونشاطه، حيث إن الانتعاش والحيوية يحسنان من الحالة النفسية والقدرة الشفائية للجسم وبما أن مفهوم الطب الطبيعي لا يؤمن فقط بالتوازن الحيوي والكيميائي داخل الجسم، بل أيضا بصحة العضلات والمفاصل والدورة الدموية التي تحسن حتما من التوازن الداخلي للجسم، وتساعد على تحسين وظائف الجسم المختلفة. ويرى الطب الطبيعي أن صحة وسلامة العمود الفقري والقوام والعضلات والدورة الدموية وصحة الجهاز اللمفاوي تلعب دورا مهما في الشفاء الجسدي والنفسي وتنعكس على أداء الجهازين العصبي والغدي اللذين يلعبان دورا مهما في توازن العمليات الحيوية في جسم الإنسان.

وأضافت مروعي أن مركزها هو الأول من نوعه في المملكة وهو يقدم أنواعا مختلفة من العلاج بالطب الهندي "الأيروفيدي" القديم والطب الشرقي بالتكامل مع الطب الحديث والعلاج الطبيعي والتغذية.

وعن ما يقدمه من خدمات علاجية، بينت مروعي أنه يتم تقديم العلاج بالطب الأيروفيدي القديم والطب الشرقي والعلاج بالتمارين والتغذية وتقنيات مختلفة من الطب البديل والعلاج الطبيعي، كما نقدم دورات تدريبية في التغذية واليوجا والعلاج بالتمارين، إلى جانب عدد من الطرق الهندية في العلاج كالعلاج بطريقة "KIZHI" وهي العلاج بأوراق الشجر والمساحيق العشبية مع الزيوت، وذلك بوضعها في قماش ثم وضعها على الجسم كمساج حراري يساعد على علاج التهابات المفاصل والروماتيزم وإصابات الرياضة وتورمات المفاصل. وطريقة"VASTI" بوضع زيت دافئ أسفل الظهر مع معجون عشبي لآلام الخشونة، وطريقة"SHIRODHARA" وهي علاج للرأس من خلال وضع زيت عشبي على مقدمة جبهة المريض على هيئة بخار لفترة محددة، ويستخدم لآلام الجيوب الأنفية وحساسية الأنف وأمراض المخ والأعصاب وفقدان الذاكرة والأرق وصعوبات السمع والطنين والدوران وأنواع مختلفة من الأمراض الجلدية. وطريقة"ABAYANGA" وهي مساج كامل للجسم مع زيت عطري دافئ عن طريق معالج أو عدة معالجين.

ولفتت مروعي إلى أنها تتعامل مع حالات أمراض المفاصل والعظام وحالات التأهيل بعد الجلطات والعمليات الجراحية والإصابات الرياضية وغيرها، وحالات الإعاقة الجسدية والشلل والأعراض الجانبية لمشاكل صحية معينة أو حوادث. وأضافت كما نتعامل مع كبار السن والمتاعب الجسدية التي يواجهونها بسبب كبر السن وضعف الحيوية ونركز على تجديد النشاط وتحسين مفهوم الصحة الطبيعية لدى العملاء. وأوضحت أنها وسعت النشاط بتأسيس شركة خاصة بالطب الطبيعي والتي تحمل التوجه التكاملي بين الطب الحديث والقديم بمفاهيمه كالعلاج بالتدليك والبخار والزيوت العلاجية والتركيز على مفهوم التعامل مع الجسد بطريقة موضعية مركزة للتخلص من الألم أو تعديل مشكلة معينة كمفهوم تأهيلي علاجي أكثر من غيره من خلال كوادر عاملة من مختلف الجنسيات المتخصصة في هذا المجال وتحمل مؤهلات علمية كافية.

وذكرت مروعي أن ردة الفعل من قبل الناس تجاه ما يقدمه المركز إيجابية جدا وهناك قبول كبير بين الناس بالذات المطلعين والمجربين للمجال في الخارج و قد أصبح هذا المجال معروفا لدى الكثير.

وعن اختيارها للثقافة الهندية دون غيرها في هذا المجال، بينت أن الثقافة الهندية أو الطب الهندي هو مجال تخصصي ودراسي، حيث إنني درست الطب الهندي واليوجا وحصلت على تقديرات وجوائز لإنجازاتي في المجال كأول خليجية تصل فيه إلى هذا المستوى العلمي وتؤسس لجنة عربية كاملة للتدريب والتأهيل في مجال اليوجا إن كان رياضيا أو طبيا، وقد جذبتني له ندرته وثراؤه وطريقة تفسيره وتعامله مع الأمراض بطريقة طبيعية جدا بعيدا عن الكيماويات، وتحفيز نشاط الجسم لإنتاج طاقته الحيوية بفعالية أكثر وتحفيز أجهزة الجسم المختلفة، كما تعتمد على العديد من التقنيات البسيطة والتي تشبه إلى حد كبير تقنيات العلاج الطبيعي، لكن بطرق أقدم وأكثر إراحة للعميل.