رمضان الدرامي، بدأ مثل كل عام، تسبقه الإعلانات الضخمة، وحُمّى المنافسة الإعلانية، بين قنوات الفضاء العربي.
كل قناة فضائية عربية، أعدت العدة، للسباق المحموم، والتحدي الذي لا يهدأ، بين من يعرض عدداً أكبر من المسلسلات الدرامية في اليوم الرمضاني الواحد.
الغريب فعلاً هذا العام، هو تحوّل بعض القنوات الفضائية ذات النهج البرامجي السياسي، إلى قنوات شبه درامية، وأنا أعني قنوات فضائية مصرية، كانت لا تعرض في أغلب يومها البرامجي، إلا برامج مهتمة ومتخصصة في النهج السياسي، فإذا بها تزيح طاولة السياسة قليلاً، لتتحول إلى قنوات شبه درامية، يتخللها برنامج أو اثنان، سياسية، مثل قنوات المحور، وصدى البلد.
وجه رمضان الأول، بدا درامياً إلى درجة كبيرة، ولا أدري حتى هذه اللحظة، ما علاقة شهر رمضان المبارك بالضحك، إذ تعرض عشرات الفضائيات العربية، مسلسلات أو برامج ذات طابع كوميدي، وكأننا كنا صائمين عن الضحك طيلة الأشهر الطويلة التي تسبق رمضان.
مسلسلان فقط، هما اللافتان في سلسلة رمضان الدرامية لهذا العام، وهما "أبو الملايين" و"البيت بيت أبونا".. المسلسلان مهمان، ليس من ناحية الجودة الفنية، فالحكم على ذلك مبكر الآن، غير أن أهميتهما تكمن في لقاء هو الأول من نوعه بين عرّابيّ الكوميديا الخليجية، عبدالحسين عبدالرضا وناصر القصبي، وهما اللذان لم يجتمعا في عمل قبل.
وفي "البيت بيت أبونا"، عادت الشاشة الخليجية لطفولتها وملحها المفقود، بلقاء عملاقتي الكوميديا الخليجية، سعاد عبدالله وحياة الفهد، بعد انقطاعهما عشرات السنين، في تشكيلة ألفتها العين الخليجية، وحنّت إليها؟