جرائم اليوم تزداد سرقةً وتعدياً وتخريباً وقتلاً. والعقوبات تتناقص بالصلح والتعويض وإعادة المسروق و"يا دار ما دخلك شر".. وهذا هو كل الشر والخراب؛ فلا رادع بعدما فشلت التربية في ضبط "بعض" أفراد المجتمع.. حتى وصلت الجرائم إلى الاعتداء على الوالدين وإيذائهما!
التربية أساس كل شيء في الحياة، وعليها يقوم الإنسان وبها تنمو البلدان. وبإهمالها إهمالٌ للحياة وامتهانٌ للكرامة.
ليست التربية حكراً على "المدارس" التي لا تقوم حتى بنصف ما عليها من التربية، بل تخلت عن نصف اسم وزارتها "التربية والتعليم" واكتفت بالنصف الثاني وليس كله.. وهذا واقع الحال!
وتجاوزاً لدور وزارة التربية والتعليم التي تنعم بإجازة هذه الأيام فلا يمكن أن تسمع "صوتاً" لا نصحاً ولا نقداً وهي التي تعودت على عدم الرد وبرودة التفاعل في أيام الدوام الرسمي، فكيف ستكون في الإجازة!
ستقوم "الأجيال" وستنهض بالبلدان إذا قام المجتمع بدوره في "التربية" بلا تسلط ولا استبداد.. وقامت الدولة بواجبها بصرامة وبلا رحمة ولا تفريق.
خلق الله في الإنسان استعداداً للصلاح أو الفساد، فالمجتمع يقوده إلى منصة الصلاح أو يركزه في مستنقع الفساد، بدليل أن بعض العادات والتقاليد أصبحت مقدسة لا يمكن المساس بها والتعدي عليها.
ذكر المفكر عبدالرحمن الكواكبي أن لدى الإنسان استعدادا لا حدود لغايته فقد يبلغ في الكمال إلى ما فوق مرتبة الملائكة لأنه المخلوق الذي حمل الأمانة وقد أبتها العوالم، وقد يتلبس بالرذائل حتى يكون أحط من الشياطين.
تربية المجتمع للأجيال تأتي بالحب والرحمة والعطف واليقظة والتغافل، لا بالتسلط والاستبداد الذي اعتبر الكواكبي أنه يربي الإنسان على إباحة الكذب والتحايل والخداع والنفاق والتذلل خوفاً!
يفترض أن تكون التربية من المجتمع بدءا من البيت مروراً بالأقارب وكل أفراد المجتمع باختلاف الصلاحيات.. ويفترض أن ما يعجز عنه المجتمع، يردعه النظام بالعقوبات الصارمة!
(بين قوسين)
حين يرتكب الإنسان جرماً بعدما تجاوز كل مراحل "التربية" العمرية، يكون لزاماً "عقوبته" لتصبح عاملاً في تربية المجتمع وتقويمه وصلاحه بالقسوة بعد الرحمة.