حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من تفكك سورية "إذا واصلت القوات الحكومية والمعارضة القتال بدلا من السعي للتوصل إلى اتفاق سلام من خلال التفاوض". وذكر للصحفيين أنه شخصيا "يشعر بالألم والذهول" جراء الصراع الحالي. وأضاف متحدثا في مؤتمر صحفي بجنيف أن الوضع في سورية يتدهور يوما بعد يوم بعد نحو عامين من الصراع المستمر الذي أودى بحياة 70 ألف شخص لكن هناك الآن فرصة ضئيلة لمحادثات السلام. وقال بان في مؤتمر صحفي في جنيف "الوضع في سورية مستمر في التدهور. عدد اللاجئين يقترب بسرعة من المليون. أنا قلق للغاية بشأن العنف الطائفي وامتداد آثاره على الدول المجاورة. من المهم للغاية وقف العنف ودعم الممثل الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي وبدء حوار سياسي". وأضاف "أنا شخصيا أشعر بالألم والذهول من الطريقة التي يواصل بها الوضع التدهور وعندما أفكر في عدد الأشخاص الآخرين الذين سيقتلون في الأيام والشهور المقبلة وعندما لا يكون لدينا أي حل سياسي".

وعبر بان عن قلقه من أن هذه الخطوات قدمت فرصة لا ينبغي أن تفوت. وقال "أعرف أن الحكومة السورية وعلى الأخص وزير الخارجية وليد المعلم عبر عن استعداده للقاء ممثلين عن المعارضة. هذه نافذة فرصة محدودة جدا نشجعهم بقوة على استغلالها." وأضاف "الفرصة ربما تنتهي قريبا". وحث بان جميع الأطراف على البحث على سبيل العمل معا لإنهاء معاناة المواطنين السوريين. وقال "أدعو مرة أخرى مجلس الأمن وزعماء دول المنطقة والشعب السوري على التوحد لحل هذه القضية. في غضون أسبوعين فقط ستدخل هذه الأزمة عامها الثالث. إلى متى سنستمر في رؤية الناس وهم يقتلون ويشردون على هذا النحو". وقال بان إنه سيلتقي المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في سويسرا غدا لإجراء محادثات مغلقة بشأن الأزمة.

وفي واشنطن قال وزير الدفاع الأميركي الجديد تشاك هاجل إنه يعتقد أن سياسة الولايات المتحدة بعدم إعطاء المعارضة السورية سوى "دعم غير فتاك" سياسة سليمة. وجاءت تصريحات هاجل خلال أول بيان صحفي له منذ توليه وزارة الدفاع الأربعاء الماضي بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة أنها ستقدم للمرة الأولى مساعدات غير فتاكة لمقاتلي المعارضة وستزيد مساعدتها إلى المعارضة المدنية السورية لأكثر من المثلين. وأضاف هاجل "من الواضح ما سياسة الإدارة بشأن سورية.. مساعدات غير فتاكة. أعتقد أن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة سياسة سليمة".

وكان البيت الأبيض قد أعلن أول من أمس أن الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين أبديا اتفاقهما خلال اتصال هاتفي بشأن"ضرورة تعزيز عملية تحول سياسي" لإنهاء العنف في سورية بأسرع ما يمكن. وشدد الرئيسان أيضا على أهمية أن يواصل وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "ارتباطهما" بشأن سورية.