يبدو أن في الأمر شبه إجماع على أن الموسم الجديد الذي سينطلق اليوم سيكون موسماً استثنائياً استناداً إلى جملة معطيات تستحق التقدير والأخذ بعين الاعتبار.

ولعل أهم المفردات التي تبشر بموسم استثنائي هو تقليص عدد اللاعبين الذين يحق قيدهم في كشوفات كل فريق، والتي ألغت الزحمة الكبيرة في الكشوفات، ودفعت بكثير من الأندية خصوصاً الكبيرة منها لإعارة لاعبيها إلى أندية أخرى صاعدة أو كانت على وشك الهبوط في الموسم الماضي، مما يعد باختلاف جذري لهوية الفرق في الموسم الجديد، وبما يقلص إلى حد كبير من النتائج الكبيرة التي حضرت في أكثر من مناسبة في المواسم الأخيرة، وبالتالي فربما لن يشهد موسمنا الجديد نتائج يصل الفارق فيها بين أحد طرفيها ومنافسه إلى نحو أربعة أو خمسة أهداف، خصوصاً أن اللاعبين الذين تركوا أنديتهم لأندية أخرى سيحملون معهم خبراتهم، ورغباتهم في إثبات الذات، وحرصهم على التأكيد أن التفريط بهم كان من القرارات غير الصائبة.

وإضافة لتقليص قوائم الفرق، فإن حرص كل الفرق على الاستعداد الخارجي، عبر معسكرات تباينت قوتها وفوائدها يؤكد الرغبة بعدم التسليم المبكر، ويعلن أن قاعدة مستويات التنافس ستتسع سواء على مستوى دائرة فرق القمة التي ستشمل الهلال والاتحاد والشباب والنصر والأهلي وربما الاتفاق، أو دائرة الوسط التي سيحلو لكثير من الفرق أن تلعب في فلكها أمثال الوحدة والقادسية والفتح والحزم، أو دائرة الهبوط التي سيكون الصراع على تجنب محيطها قوياً للغاية بين فرق الرائد والتعاون ونجران والفيصلي.

وشكل تدعيم الفرق لصفوفها بعدد من المحترفين غير المحليين، وتوجهها نحو التعاقد مع مدربين ينتمون في الغالب للمدارس التدريبية الأوروبية عاملاً آخر من عوامل التأكيد على أن الموسم الجديد، بفرقه الأربع عشرة التي رفعت عدد جولاته، وزادت حصيلة مبارياته سيكون موسماً مغايراً يستحق المتابعة والاهتمام.

ويبدو توزيع مباريات كل جولة على مدى يومين من أيام كل أسبوع أكثر جدوى في تحقيق متابعة أفضل، بعدما شهد الموسم الماضي إقامة مباريات بعض الجولات (6 مباريات) في يوم واحد بل وفي ذات التوقيت مما سبب تشتتاً في المتابعة، وتقليصاً لمساحة المتعة التي تقدمها على الأخص المباريات الكبيرة التي تجمع بين الثنائيات التقليدية أو مواجهات الديربي التي يشكل أطرافها فرق مثل الاتحاد والأهلي والشباب والنصر والهلال والرائد والتعاون.