أصبح يمكن القول: "قل لي من تتابع أقل لك من تؤيد"! ولا يزال البحث جاريا عن "الحياد"..

كل يدعي "الحياد" ويفتخر بممارسة "المهنية" في الإعلام، لكن الثابت الوحيد أنه لم يعد لـ"الحياد" وجود في الإعلام العربي، وليس في ذلك "مديح" للإعلام الغربي إلا أننا نتحدث عن واقعنا وإعلامنا، رغم أن ما يأتي إلينا من الإعلام الغربي ينال حظا من شرف المصداقية وشهادة المهنية في عيون إعلامنا ومتابعيه.

أحداث عالمنا العربي كانت ميدان اختبار لتحرير المشاهد من التبعية لقناة بعينها ورفض أخرى.. فرسبت القنوات بجدارة في الاختبار، ونجح المشاهد وإن بنسبة متدنية، فاكتشف انحياز تلك القناة إلى اليمين وتلك القناة إلى اليسار، وأصبح يمتلك قدرة تخوله مراجعة الأخبار وتفحص المصادر والوثائق. 30 يونيو وعزل محمد مرسي وما بعدها، أسقطت ورقة التوت لتتعرى بعدها كل القنوات الفضائية العربية. ولينكشف زيف كلمة "الحياد الإعلامي" التي ترددها وتتفاخر بها كل الفضائيات علانية وتنقضها علانية كذلك! خلال أزمة مصر؛ ظهرت على السطح استقالات لبعض مراسلي الفضائيات بحجة تظليل قنواتهم للمشاهد، وكأنه لم يكتشف التظليل إلا الآن، أو كأن قناته لم تمارس ذلك سابقا.. ورغم كثرة الاستقالات إلا أنها لا تزال في أسماء مجهولة ولمراسلين ليس لديهم حضور على قنواتهم، وهنا علامة استفهام كبيرة(؟).

(بين قوسين)

المشاهد لا يريد "حيادا" كاملا.. بل يريد "مصداقية" و"أمانة" في نقل الأخبار.. وبعد ذلك لتنحاز كل قناة إلى من تؤيد علانية.