استقطبت نائب رئيس اللجنة الصناعية بغرفة جدة، ورئيس مبادرة الرهي للمسؤولية الاجتماعية ألفت قباني 28 طالبة ثانوية لتهيئتهن للعمل الحرفي والمهني، بعد انتهاء مدة دراستهن، وتدريبهن في مصنع العربية للعطور والصناعات التحويلية بالمدينة الصناعية الأولى.
وتهدف هذه الخطوة إلى إطلاعهن على العمل الصناعي، وتحفيزهن على اقتحام هذا المجال الذي يوفر فرصا وظيفية واعدة.
وتعرفت طالبات الثانوية على 8 خطوط إنتاج تديرها أكثر من 42 فتاة سعودية بنجاح من خلال إنتاج العطور والزيوت والشامبوهات والصابون والبلاستيك، وعدد من الصناعات التحويلية خلال جولة استمرت مدة ساعتين، رافقتهم خلالها عضو جمعية مراكز الأحياء سهير الإدريسي.
وقد أكدت الأخيرة أن الزيارة تندرج ضمن النشاطات التوعوية والتثقيفية لمركز حي الروضة فرع السيدات، لتعريف الفتيات على القطاع الصناعي، الذي يحتل مكانة كبيرة في الاقتصاد الوطني، مشيرة إلى أن القائمين على الفكرة لمسوا تجاوب الفئة المستهدفة مع بادرة سيدة الأعمال ألفت قباني، التي تهدف في المقام الأول لترغيب شابات الحي وخاصة طالبات الثانوية على دورة الإنتاج في هذه المجالات الحيوية، والتأكيد على أن المرأة قادرة على العطاء وتقديم إبداعاتها في هذا القطاع.
من جهتها، علقت الطالبة منى سالم، وهي إحدى الفتيات اللاتي شاركن في الزيارة قائلة: "ذهلت من التكنولوجيا والآلات الحديثة التي تستخدم في تصنيع العطور، ولم أكن أعلم بمراحل تصنيع العطور أو الشامبو أو مكوناتها سابقا، إلا أن الزيارة أثرت معلوماتي"، وزادت سالم "إن ما لامسته أنا وزميلاتي سيدفع بنا لنيل الشهادة العلمية والانخراط في خطوط الإنتاج في المصانع المحلية أسوة بالعاملات السعوديات اللاتي يشاركن في نهضة المملكة بشكل مباشر، وأتمنى أن نكون أنا وزميلاتي نماذج محملة بالعطاء كمثيلاتنا من الرائدات اللاتي حملن على عاتقهن دعم المرأة السعودية وتحفيزها على إنتاج وطني مشهود بكفاءته وتميزه".
إلى ذلك، قالت نائب رئيس اللجنة الصناعية ألفت قباني لـ"الوطن" "الفكرة نبعت من مبدأ تفعيل الشراكة المجتمعية بين القطاع الخاص ووزارة التعليم ومراكز الأحياء، حيث تهدف للاستفادة من مخرجات التعليم وتأهيلهم للمساهمة في خدمة الاقتصاد الوطني، والارتقاء بالقطاع الصناعي الذي يعد ثاني أهم القطاعات مساهمة في الدخل الوطني بعد النفط، مؤكدة أن القطاع قادر على توفير آلاف الفرص الوظيفية للشباب بشكل عام وللفتيات على وجه الخصوص"، لافتة إلى أن المصانع توفر بيئة عمل صحية يندر وجودها في الكثير من القطاعات الأخرى، حيث توجد خطوط إنتاج نسائية منفصلة وأنظمة تتوافق مع مبادئ شريعتنا السمحاء.
وطالبت قباني الطلاب والطالبات بأن يتقدموا للحصول على المراكز القيادية في مختلف المواقع سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، مشيرة إلى نجاح الكثير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي اعتمدت على عقول شابة طموحة تملك آمالا وطموحات عريضة، مؤكدة أن استثمار قدرات الشباب في ظل التوجه الحالي سيساهم في تحقيق الكثير من النجاح، وسيؤدي حتما إلى تسريع عجلة التنمية وتحقيق التوازن المطلوب، في ظل الرغبة الصادقة من الجميع على تفعيل برامج التأهيل والتدريب لتجعل شبابنا أكثر جدية وانضباطا في المهام الموكلة إليهم، والقضاء على السلبيات التي كانت تحدث في السابق.
وزادت قباني "كشفت الإحصاءات السكانية الأخيرة أن نسبة الشباب السعودي الذين تتراوح أعمارهم من 15 إلى 40 عاما تتجاوز 60% من عدد السكان، مما يعني أن التوجه للشباب يعني مخاطبة ما يزيد عن 10 ملايين شاب وفتاة، وهو الأمر الذي دفع إلى الدعوة لإطلاق مبادرة عمل استراتيجية وطنية لتمكين الشباب من الانخراط في القطاع الصناعي كأصحاب عمل ومشاريع، وتعزيز قدراتهم في توفر فرص وظيفية لغيرهم من الشباب، لا سيما أن استثمارات هذا القطاع الحيوي تتجاوز 2 تريليون ريال.