أكد رئيس الشؤون الدينية التركية رئيس بعثة الحج التركية البروفيسور محمد كوماز، على متانة العلاقة التاريخية التي تربط المملكة بجمهورية تركيا، مشيراً إلى أنها تعيش في أزهى عصورها الذهبية بفضل سياسة البلدين الحكيمة التي تكللت بالزيارات المتبادلة بين قيادة الشعبين الصديقين شهدت عبرها نقلة نوعية متميزة في جميع المجالات وعلى مختلف الصعد.

وأبرز خلال لقائه مسؤولي شؤون الحج في المملكة وعلى رأسهم وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار لمناقشة وتنظيم حجاج بلاده لموسم حج هذا العام بجدة مؤخراً مواقف المملكة تجاه معظم القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها التعايش السلمي البناء بين الحضارات الذي يقود مشروعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بكل عزيمة واقتدار منوهاً بالشراكة الفاعلة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية والتي تسير في ركب التطور والاستمرار بوتيرة متسارعة .

وأشار إلى أن المملكة التي تربطها بتركيا علاقات تضرب في عمق التاريخ ينظر إليها العالمان العربي والإسلامي بعين الاحترام والتقدير، لافتاً إلى أن الفترة المقبلة ستشهد ظهور مجالات جديدة لتعزيز أواصر الأخوة بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين والمنطقة بأسرها على النحو الأفضل، ويقول: الشكر والتقدير يظل محفوظاً في قلب كل مسلم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لما يقوم به في خدمة الإسلام والمسلمين وأن هذا شعور جميع الأتراك في تركيا حيث حققت النقلة النوعية في المشروعات والإنجازات كافة التي قدمها الملك عبدالله في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة.

وتحدث المسؤول التركي عن مشروع توسعة المطاف بالحرم المكي الشريف، واصفاً إياه بالمشروع الناجح الذي يضاف إلى منظومة المشاريع الجاري تنفيذها في المشاعر المقدسة مثمناً كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال التي لقيها والوفد المرافق خلال زيارتهم للمملكة والتي تستقبل مئات الآلاف من الحجاج الأتراك في كل عام.

وأفاد أنه مع بدء موسم العمرة لهذا العام وصل عدد المعتمرين الأتراك حتى الآن 300 ألف معتمر وسوف يصلون في رمضان المبارك إلى 500 ألف معتمر وتقوم المملكة بمسؤوليتها كاملة تجاه التسهيل لضيوف الرحمن من أقطار العالم كافة بشكل عام ومن تركيا بشكل خاص من أداء نسكهم في جو تكسوه الطمأنينة والوقار والأمن والأمان داعياً الله أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها وأن يحميها من كل مكروه.

من جانبه أكد وزير الحج الدكتور بندر حجار، أن الاهتمام بالحج والحجيج والحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة يظل أولوية لدى ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة منذ توحيد أرجائها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - مروراً بأبنائه الذين حملوا الرسالة من بعده رحمهم الله وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي جعل رعاية الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن في مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكة وأسبغ عليها كريم عنايته ورعايته وإشرافه الشخصي انطلاقاً من إيمانه العميق بأن ذلك أمانة شرفت بها هذه الدولة فتحملت مسؤولياتها في الإنفاق على هذا العمل الجليل.

وأوضح الوزير في كلمة له تصدرت العدد الجديد من مجلة الحج والعمرة الصادرة عن وزارة الحج، أن أداء هذا الواجب والاضطلاع بالمسؤولية نحوه دونما انتظار شكر أو ثناء من أحد إنما رجاء المثوبة والأجر عند الله تعالى واحتساب ما لديه بخير الأعمال وصالحها وتسهيل أداء المسلمين مناسكهم وتوفير الأمن والطمأنينة لهم ويجسد هذه العناية والرعاية واقع الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة الذي يلمسه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في موسم الحج من كل عام.

ونوه حجار بما تشهده بلادنا في هذا العهد الزاهر الذي اكتملت فيه أسباب قوته ومنعته وازدهاره، حيث تحققت فيه نهضة تعليمية واسعة وإنجازات علمية رائعة وتقدما طبيا هائلا وتوسعات تاريخية للحرمين الشريفين ومشروعات ضخمة في المشاعر المقدسة ونهضة شامل في مناحي الحياة كافة.

على صعيد متصل أرجع رئيس الصندوق الكشفي العالمي فايزر سكرت، نجاح المشروع الكشفي العالمي رسل السلام إلى دعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين، لهذا المشروع القائم على نبل أهدافه.

وقال فايزر إن للكشافة السعودية دورا مهما في تقديم نماذج حقيقية لبرامج رسل السلام على المستوى المحلي والعالمي، مبينا أن الأجيال المقبلة بحاجة إلى مشروع مثل مشروع رسل السلام.

جاء ذلك في كلمة له خلال ورشة العمل التي عقدت أمس في باريس لتطوير أداء المنظمة الكشفية العالمية التي شارك فيها أهم "" جمعية كشفية وطنية متطورة حول العالم تطبق الاستراتيجيات الحديثة في تنفيذ برامجها وتطويرها وتقويمها ومنها جمعية الكشافة العربية السعودية التي تشارك بثلاثة من مجلس أمانة الجمعية تم اختيارهم من قبل لجنة متخصصة في المنظمة الكشفية العالمية ضمن المطورين للبرامج والإجراءات المستقبلية للمنظمة الكشفية العالمية.

وأسهم مشروع رسل السلام بحسب المشاركين في الورشة في تطوير أنظمة وإجراءات المنظمة الكشفية العالمية في جنيف، وذلك من خلال تطبيق عدد من المشاريع في مجالات رسل السلام الخمسة في أنحاء العالم التي أظهرتها نتائج تقويم الإجراءات الإدارية المتبعة في اعتماد البرامج وتطبيقها.