كشفت مصادر بارزة في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لـ"الوطن" عن تعبئة مضادة يقودها حزب الله اللبناني بسب تأييد الحركة لثورة سورية. وقالت المصادر إن مسؤولي التعبئة في حزب الله، أعدوا خططاً خاصة للتعبئة ضد حماس بين أطياف الشعب اللبناني، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها، وذلك بأمر مباشر من طهران. واتهمت حماس مسؤولي حزب الله بتشويه صورتها من كونها حركة مقاومة ضد الإسرائيليين إلى حركة "براجماتية". وأضافت "أن الصورة السلبية التي تروجها أذرعة تعبئة الحزب هي بسبب انقلاب حماس على الدولة السورية".

فيما أكدت حماس أن "السوريين وحزب الله، كانا أكثر المستفيدين من "زخم المقاومة الفلسطينية"، مشيرة إلى أنها اتخذت موقف الصمت منذ بداية الثورة السورية بسبب عدم فسح المجال للآلة العسكرية لنظام بشار الأسد لضرب "مخيمات اللاجئين الفلسطينيين". وأضافت أنها أيدت بشكل مباشر الثورة الشعبية للسوريين والتي عبرت عنها قياداتها في قطاع عزة، وهو ما أغضب السوريين والإيرانيين وحزب الله بشكل كبير، معتبرين أن ذلك ينهي التحالف معها.

كما قالت مصادر حماس إن حزب الله يسعى حالياً للتعبئة الداخلية لتعزيز حصونه داخل لبنان بسبب تداعي القوة العسكرية للقوات الموالية الأسد.

في المقابل تعزز الفصائل الفلسطينية المسلحة في مخيمات اللجوء بلبنان خاصة في بيروت والمناطق الأخرى ترسانتها العسكرية، ورفع أهبة الاستعداد في حال تم إسقاط نظام الأسد في دمشق. كما تسعى الفصائل المسلحة الموجودة في المخيمات الفلسطينية إلى عدم تكرار "حرب المخيمات" التي دارت بين مايو 1985 ويوليو 1988 بين قوات حركة أمل الشيعية بمعاونة من الجيشين السوري واللبناني وبعض الفصائل الفلسطينية المدعومة من سورية ضد قوات فتح الموالية لياسر عرفات ومقاتلي حركة المرابطين، حول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بيروت.

وكشفت حماس لأول مرة على الصعيد الإعلامي أن الحكومة السورية قدمت طلباً للمكتب السياسي للحركة أثناء وجودها بدمشق قبيل مغاردتها، بمقابلة رئيس مكتبها خالد مشعل مع الرئيس السوري بشار الأسد وأخذ صورة صحفية بينهما، إلا أن حماس رفضت طلب دمشق. وبررت حماس الطلب السوري بأنه يهدف إلى استخدام الصورة في "الحرب الإعلامية" التي تقودها دمشق لتركيز صورتها باعتبارها "على رأس دول الممانعة والمقاومة".