كالخيبة العريضة التي ستتوزع على تقاسيم وجهك بعد اكتشافك أن هدف فريقك المفضل لم يكن سوى "تسلل"، رغم أنك أتممت بعده بإخلاص كبير كل طقوس الفرح المجنونة، كنت أنا كذلك الأسبوع المنصرم!

فحفنة "الأخبار" الجيدة التي فرحت بفحواها ومارست لأجلها كامل طقوس الفرح ثم قرأتها بانتشاء مبالغ على مسامع المتشائمين هنا رغم أنني استخرجتها لهم استخراجا من بين مئات من أخبار الدم والقتل والتشريد والدمار والاختلاسات وسرقة المال العام وتعثر المشاريع وغلاء الأسعار؛ كنت أقول إن حفنة الأخبار تلك لم تكن للأسف الشديد سوى "تسلل"!

فلم يكد يتوقف صدى تصريح رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور ناصر آل تويم الذي طمأن من خلاله أن أسعار السلع في السعودية معقولة - باستثناء "الأرز" الذي يرفض الانصياع لأي قاعدة أو عُرف - حتى أعلنت الطماطم انشقاقا موسميا مدويا بارتفاعها لأرقام غير مسبوقة تبعها الكثير من السلع الغذائية التي لا تجد نفسها أقل شأنا من الطماطم، ليمتد ذلك الانشقاق لزيوت السيارات التي أعلنت هي الأخرى عن ارتفاعات وشيكة لن تقل بحال من الأحوال عن 20? لتترك هذه الانشقاقات المدوية الخيارات مفتوحة عن أسباب ذلك، إلا أن السبب الرئيس كما تراه الأكثرية هو توقيت التصريح المتسرع الذي لم يراع "موسما" لم تكف خبرة السنوات الممتدة الماضية صناع القرار لضبط أسعاره أو كبح جماح أرقامه على الأقل!

ولأن أخبار "التسلل" لا تأتى فرادى فقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعية خبرا موثقا بمقطع فيديو لتطبيق المرور آلية جديدة لرصد الوقوف المزدوج، وذلك بتصوير لوحات المركبات المخالفة قبل تسجيل المخالفة عليها، وهو الخبر الذي لولا نفيه السريع من إدارة مرور المدينة المنورة لكان كفيلا بانقراض تلك الكائنات البشرية التي لا تجد حرجا على الإطلاق في ركن مركباتها خلف أي مركبة أخرى ثم قضاء أربع ساعات متتالية من التسوق قبل الخروج لنطق كلمة "آسف" لكائن كان حيا مات متحنطا في سيارته انتظارا لقدومهم الميمون، ولأصبح هذا الخبر ردا عمليا على أصحاب "هاشتاق" #أين_المرور الذين تركوا "المتنبي" يعلق على نفي مرور المدينة حين قال:

لا خيل عندك تهديها ولا مال

فليسعد النطق إن لم تسعد الحال!!