كشفت مستشارة معهد ريادة الذراع الاستشاري لبنك التسليف والادخار عضو غرفة جدة عائشة نتو تعثر معظم المشاريع الصغيرة والممولة من قبل بنك التسليف ويواجه أصحابها مشاكل في تسديد القروض الحكومية، وذلك لأسباب خارجة من بينها عوامل اقتصادية وحكومية تتمثل في رفع الإيجارات والتعامل البيروقراطي للمعاملات الحكومية وعدم وجود حوافز تدعم تلك الفئة باعتبارهم رافدا اقتصاديا مهما للبلاد.
وطالبت نتو في تصريح خاص إلى "الوطن" بإعادة جدولة الديون للمشاريع الصغيرة ومنح أصحابها فترات سماح تصل إلى أكثر من 5 سنوات، وحل المشاكل التي يواجهونها، إذ تعجز عن مواجهتها المشاريع المتوسطة، وخاصة فيما يتعلق بارتفاع إيجارات المحلات التجارية، والتي وصلت أسعار بعضها إلى أكثر من قيمة القروض الممنوحة من بنك التسليف.
وأشارت إلى تجربة دبي في جدولة ديون المشاريع التجارية، وهو ما ساهم في عدم تعثر تلك المشاريع؛ دون أن يصاحب ذلك فوائد وزيادة في القروض، سواء الحكومية أو الخاصة.
وقالت نتو: "ارتفعت إيجارات بعض المحلات التجارية بنسبة 200% خلال العام الماضي وعجز أصحاب المشاريع على مواجهتها، فيما لم يستطع مجاراة تلك الارتفاعات، سوى الشركات الكبرى صاحبة العلامات التجارية ورؤوس الأموال الكبيرة.
ويواجه عدد كبير من مستفيدي القروض الصغيرة لدى بنك التسليف مشكلة في تسديد القروض بعد أن واجهوا مشاكل في عدم قدرتهم في المنافسة، وأصبح كفلاؤهم مهددين بسحب الأقساط الشهرية للقرض.
وفي سياق متصل، علمت "الوطن" أن هناك عددا من الكليات في إدارة الأعمال بالجامعات تدرس حاليا أسباب تعثر المشاريع ومدى فعالية القروض الممنوحة والاستشارات الفنية مع واقع السوق وما شهده من تضخم في معظم السلع من إيجارات واستيراد وارتفاع رواتب العمالة وزيادة الرسوم الحكومية وغيرها.
ويعتبر معهد ريادة مشروعا وطنيا يضم 6 جهات حكومية وخاصة وذلك وفق خطة استراتيجية لتمويل 10 آلاف شاب وفتاة عاطلين عن العمل، بقروض لتمويل مشاريع من دون فوائد، خلال العشر سنوات المقبلة بهدف التحفيز ونشر ثقافة العمل الحر في المملكة.
ويضم التنظيم المشترك، الذي أطلق عليه معهد "ريادة" 6 جهات مؤسسية هي "أرامكو السعودية" و"سابك" و"بنك التسليف والادخار" و"المؤسسة العامة للتدريب المهني" و"مصرف الإنماء" و"الاتصالات السعودية"، بهدف مساعدة الشباب على فتح مشاريع صغيرة بقروض مهنية تقدر بـ300 ألف ريال.
ويهدف المعهد إلى مساعدة شباب الأعمال المتعطشين، لإيجاد ممول وداعم، كما أن هناك كثيرا من الجهات التي تبحث عن الطامحين والواعدين من شباب الأعمال، وهذا ما يختصر عمل "ريادة" في التواصل كجسر بين من يدعمهم ويمولهم ويرعى أفكار مشاريعهم، بعد أن كانت عدة جهات خاصة وحكومية تعمل في دعم المشاريع بشكل منفرد وخاص بها.