استنجد عدد من السيدات البائعات في سوق الجديدة بمحافظة عنيزة بالمجلس البلدي بعد تجاهل البلدية مطالباتهن بتأهيل السوق الذي يفتقد الخدمات العامة، وتغيب عنه الخصوصية، حيث لا توجد مظلات تقيهن حرارة الشمس ولا جدار يصد عنهن برودة الشتاء، في حين تفسد مياه الأمطار معروضاتهن من حين لآخر، وقالت البائعات لـ"الوطن" إنهن لجأن للمجلس للنظر في وضع السوق بعدما أعيتهن سبل إقناع البلدية بتلبية مطالبهن.
وتقول سيدة الأعمال زينب الفوزان إن السوق به كثير من الأمهات والفتيات اللاتي يبحثن عن الرزق، إلا أنهن يعانين من أوضاع سيئة، إذ يبسطن بضائعهن بالعراء لا ظل يقيهن من حرارة الشمس ولا جدار يصد عنهن برودة الشتاء، وإذا أمطرت السماء عليهن أفسدت بضاعتهن، فيما يغطي الغبار معروضاتهن، فضلاً عن أن بعضهن يعانين من المرض وأخريات كبيرات سن، إضافة إلى عدم وجود مكان للصلاة ولا تتوفر دورات مياه، داعية المسؤولين إلى النظر في حالة السوق وتأهيله.
وتشير أم مطلق إلى أن الهم الأكبر لدى البلدية ومراقبيها هو إقحام البسطات إلى داخل تلك المظلة الصغيرة التي لا تتعدى مساحتها "مترين X مترين"، رغم أنها لا تكفيهن ولا تستوعب بضاعتهن، وتابعت "الدولة ولله الحمد لم تقصر مع البلديات.. فالبائعات يصل أدنى دخلهن اليومي إلى "20 ريالاً" بسبب غياب الخدمات في السوق.. وأثر هذا على مبيعاتهن لأن المباسط مكشوفة والكل يلاحظ تعرض بضاعتهن للغبار والتلف والشمس.. وكذلك السرقة".
ولفتت أم مطلق إلى عدم وجود دورات مياه والوضع على حاله لعامين كاملين، وحتى المصلى الصغير الذي تبرع به أحد المواطنين بات ملاذاً للقطط والكلاب، فيما تجلب البائعات الماء بأنفسهن بثمن.
ولم تكن "أم سلمان" أقل استياءً من أخواتها السابقات بحال السوق، بل زادت أن العمالة اليمنية تُضايق وتُزاحم البائعات في عملهن بسبب وجودها اليومي وغياب الرقابة من الجهات المعنية، مشيرة إلى عدم وجود الكهرباء إلا ليلاً لارتباطها بأعمدة الإنارة رغم حاجة البائعات للتيار نهاراً للاستفادة منه في أجهزة التكييف نظراً لحرارة الجو خلال فترة الصيف.
وتقول مشاعل علي العتيبي إنها تقدمت نيابة عن البائعات بشكوى إلى المجلس البلدي بمحافظة عنيزة للنظر في مُعاناة البائعات بالسوق حيثُ لا خدمات ولا تأهيل ولو موقتاً بشيء رمزي، وتساءلت ما دامت البلدية سمحت لهم بالبيع في هذا المكان لماذا لم تقم بتأهيله.
في المقابل، أوضح رئيس المجلس البلدي بمحافظة عنيزة عبدالعزيز الخلف أن قضية البائعات جديدٌة على المجلس وليس لديه خلفيةٌ عنها، وسمع عنها في الخارج دون التعرف على تفاصيلها، ولكن الشكوى المُقدمَّة من النساء وصلت للمجلس، ووصل كذلك عرضٌ من بلدية المحافظة بالتدخُّل حِيال الوضع وحله، مشيراً إلى تكوين لجنة لبحث المشكلة، وإحالة القضية للجنة الخدمات التي بدورها ستعُدُّ تقريراً للمجلس خلال أيامٍ، للبحث عن البدائل والأفضل لمصلحة النساء البائعات، وتابع "المجلس سيقف على الموقع بعد اطلاعه على تقرير اللجنة.. ومرئياتها وحلولها ومُقترحاتها ليتم بعد ذلك الإقرار".