متى يستوعب بعض "ربعنا" المتحمسين أن الإخوان المسلمين حزب سياسي يقدم نفسه تحت مسمى "الحرية والعدالة" وينافس على مقاعد برلمانية، وأنه ليس تكتلا دينيا ولا يمثل الإسلام في شيء، بل إن سبب خسارته في السياسة هو هذا الخلط الذي أحدثه الحزب في رؤوس البشر بين الدين والدولة.

وبعيدا عما راج حول هذه الجماعة من أقاويل وفتاوى تصل إلى تبديعهم وربطهم بالماسونية العالمية، فان مجرد تلبس الإخوان بلبوس الدين أو محاولة إقحامه في السياسة؛ هو خطأ فادح لا يتناسب مع الدولة العصرية، وهنا نتكلم عن مصر، دولة الديموقراطية والمدنية والمؤسسات والثقافة والفن والتاريخ.

"الإخوان" وصلوا إلى الحكم بالانتخاب.. نعم، فالمواطن المصري لم يكن أمامه خيار سوى ذلك الحزب الذي يرفع شعار الحرية والعدالة ويسمي نفسه "مسلما" منذ سنوات، ثم اكتشف بعد عامين من اختياره أنه لا يختلف عن النظام السابق في قمعيته واستبداده في إدارة الدولة. وزاد الأمر مرارة التخبط السياسي ومحاولة النفاذ من التشكيل العربي ثم الموقف المخزي تجاه سد إثيوبيا، ويضاف إلى كل ذلك طوابير البنزين والخبز في مدن مصر بلا استثناء، والغلاء والبطالة وانقطاعات الكهرباء والماء وإرشادات المرشد، ثم يأتون في نهاية المطاف ليقدموا أنفسهم "مسلمين" وهم ينادون بمواجهة من خرج عليهم وقتله وسحله.