علي حسن السعدني


كثيرا ما أقوم بمناقشات مع أصدقائي من الجماعات والأحزاب كافة، خاصة المنتسبين للحركات الإسلامية، ويكون النقاش فعالا ومفيدا، ولكن حينما أصل إلى انتقاد أمور في الحزب الذي ينتمي إليه هذا الشخص، أرى لونه يتغير، ولا يقبل الفكرة، ويحاول بكل ما لديه من قوة أن يدافع عن حزبه بشكل أعمى، ولا يهتم بالحقائق والحياد، ولا يسمح بانتقاد الحزب أو الجهة التي ينتسب إليها، وهذا خطأ. طبعا هذا الإنسان لم يأت بهذا الاعتقاد من نفسه، بل إن الحركات الإسلامية أغلبها لا تسمح بفكرة النقد الذاتي، بل تعارضها وتفرح بالأفكار التي تدعو للإعجاب بها، وهذا ما تجسد في أفكار المنتسبين إلى هذه الحركات، ورسخت فكرة معارضة النقد الذاتي لدى منتسبيها، وهذا من أعظم الأخطاء. وأهم أسباب سقوط ورجوع الحركات؛ لأن النقد الذاتي يعطيك عيوب الحركة والجماعة، ويسهل المهمة في تصحيح الأخطاء وإزالة العيوب، وتذليل العوائق أمام التطور الحركي، وكل هذه المميزات تأتي من فكرة النقد الذي حرم الإسلاميون أنفسهم منه، ونصيحتي لهم ولكل مسلم أن يهتم بهذا الأمر؛ لأنها سبب في تغييره نحو الأفضل، وعدم بقائه أسيرا لأذكاره وتوجهاته وأرائه التي تقبل الخطأ كما تقبل الصواب، وقد يصعب علينا في البداية هذه الفكرة ولا نقبلها، ولكننا سنتعود عليها شيئا فشيئا، وحينها سندرك كم استفدنا منها لأنها الطريق إلى الصواب، وفتح قنوات للحوار مع جميع الأطراف؛ للوصول إلى وجهات نظـر متقاربة.