الثقافة والمعرفة لا يقتصران على الأدب بفروعه المتعددة. هذا ما يؤكده المعرض الذي تستضيفه بلدية باريس بدعم من دار سواروفسكي لتصميم الأحجار والكريستال، تحت عنوان "هوت كوتور" أو (التصميم الراقي)، وذلك في الفترة من الثاني مارس وحتى السادس من يوليو من العام الحالي.
المعرض ثقافي في المقام الأول، بحسب القائمين عليه، على الرغم من كونه يبدو معرضا للأزياء، إلا أن محتوياته التي تعرض للجمهور للمرة الأولى، وجميعها من مقتنيات متحف "جالييرا" الشهير، هي ما تحدد ماهيته وتجعل منه معرضا ثقافيا استثنائيا. فهذه النوعية من الملابس، بدأ التعرف عليها أو ولادة تصميماتها في منتصف القرن العشرين. وتعتمد أولا وأخيرا على الدقة في الصنع وخبرة الآلاف من الأيدي المتخصصة في فن التطريز وانتماء التصميم للتراث الفرنسي، وذلك بهدف الاستمرار في المحافظة على التقاليد، كما تساعد أيضا من خلال متابعة تطورها على إظهار مدى تأثير مدينة باريس عليها.
مجموعات (هوت كوتور) ليست مجمعات للأزياء التي تنتمي إلى عالم الصيحات، بل تتميز باسم ومواصفات يحظيان بحماية قانونية وهذا لا ينسحب، على كل ما تبدعه دور الأزياء الشهيرة، بل على نوعية معينة تخضع لمعايير بعينها مثل أن يكون العمل يدويا واستخدام نوعيات محددة من الأقمشة والأنسجة، ويشارك في صنع كل منها ورشة صغيرة لا يقل عدد أفرادها عن خمسة عشر شخصا، لذا يعد معرض بلدية باريس مناسبة للتأكيد على الثقافة الفرنسية من خلال صناعة باريسية تتميز بالإبداع والتقنية العالية.
وبحسب ما أعلنته بلدية باريس، يدعو المعرض زائريه إلى الاستمتاع بمناخ أسطوري من خلال العديد من الصور الفوتوجرافية والرسوم التي تعرض للمرة الأولى لكبرى دور التصميم الفرنسية مثل شانيل وبالينكياجا وفوانيه كرستيان دوير وبيير كاردان وجيفنشي وغيرهم المنتمية كلها لفرنسا، مما يسمح للجمهور بالتسلل في كواليس كبرى هذه الدور الشهيرة التي صارت لصيقة بالحياة والثقافة الفرنسية.
أما فيما يخص دار سواروفسكي الداعمة للمعرض، فتاريخ بدايات هذه الدار تعود لعام 1895، حينما بدأ دانيال سواروفسكي في تصميم تقنية وصفت حينها بالثورية فيما يتعلق بقطع وصقل الأحجار والكريستال، وبات مع الوقت العلامة التجارية الأشهر التي تعتز كبرى بيوت الأزياء العالمية بالتعامل مع منتجاتها وإضافتها إلى تصميماتها من مجموعات (هوت كوتور).