أماطت لجنة "التحقيق" في إدارة الدفاع المدني في الأحساء أمس اللثام بشكل جزئي عن أسباب نشوب حريق سوق القرية الشعبية في مخطط عين نجم بحي محاسن التابع لمدينة المبرز بمحافظة الأحساء، الذي وقع أول من أمس، ودمر مجموعة من متاجر المفروشات والأثاث والكماليات والإلكترونيات، حيث أوضحت التحقيقات الأولية، أن من بين أسباب الحريق وجود أعمال لحام في أحد المتاجر بالسوق "قريب" من متجرين للأثاث الأسفنجي، اللذين شهدا بداية الحريق، نتيجة تطاير "شرار اللحام" باتجاه بعض الإسفنجيات داخل المتجرين، واشتعال النيران في مواقع المتجرين إلى خارجهما، إلى جانب العثور على أدوات "اللحام" بجانب أحد المتاجر المحترقة في السوق. وساهمت سرعة الرياح التي بلغت 28 عقدة وقت وقوع الحريق واحتواء بعض تلك المتاجر على مواد سريعة الاشتعال في انتقال ألسنة النيران إلى المتاجر المجاورة، وامتداد النيران لمساحة 3 آلاف متر مربع.
وأكد الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية المقدم الدكتور عمار مغربي في تصريح لـ "الوطن" أمس أن جهات الاختصاص في إدارة الدفاع المدني في الأحساء، فتحت تحقيقاً موسعاً في ظروف وملابسات الحريق، وتحديد تكاليف الخسائر المادية الناجمة عنه، واستكمال الإجراءات النظامية المتبعة في مثل هذه الحالات، مشيراً إلى أن التحقيقات الأولية، تشير إلى أن موقع الحريق شهد أعمال "لحام". وبين أن إدارة الدفاع المدني استعانت بفرقة الأدلة الجنائية في شرطة الأحساء، التي تولت رفع بعض الآثار والعينات من موقع الحريق لتحليلها، لافتاً إلى أن ملف التحقيق لا يزال مفتوحاً بانتظار التقرير "الفني" النهائي للأدلة الجنائية في شرطة الأحساء حول فحص العينات، إلى جانب مواصلة الاستماع لجميع المعنيين والقريبين وقت وقوع الحادثة، وكذلك الأفراد الذين كانوا يقومون بأعمال اللحام، لحين إغلاق ملف التحقيق واتخاذ الإجراءات النظامية. وكانت "الوطن" نشرت في عددها أمس، خبرا موسعا عن الحريق الذي دمر مجموعة كبيرة من المتاجر، وتسبب في إصابة 7 أشخاص باختناقات، وتقديم الخدمات الإسعافية في الموقع لـ17 آخرين.