تحول واد سحيق (اختلفت الروايات حول تسميته) يقع جنوب العاصمة الرياض، من مجرى للسيول إلى مكان يحتضن مخالفي نظام الإقامة والعمل. ومما يزيد من هلع سكان المناطق التي تطل على الوادي، فضلا عن وحشة المكان وظلمته ليلا، مجموعة من الكلاب الضالة تتجول في المنطقة، والتي أصبح نباحها وسيرها أمام منازلهم في مختلف الأوقات وتكاثرها بعد منتصف الليل. واشتكى عدد من المواطنين بحي البديعة من تكاثر الكلاب في واد سحيق أمام منازلهم مباشرة دون حواجز أو سياج يفصل بينهم وبينه، مضيفين أن عمالة "سائبة" أصبحت تتردد على ذلك الوادي في أوقات متأخرة من الليل والصباح الباكر، مما أثار خوفهم من تواجد تلك العمالة في عمق الوادي، مثيرين معهم أكثر من سؤال حول مكوثهم بهذا الشكل الذي ينذر بخطورة الموقف.
وأوضح أحد سكان جنوب الرياض ـ حي البديعة، محمد الدوسري، لـ"الوطن"، أن خطورة الوادي تتمثل في أنه مكشوف دون أي سياج يحمي الأهالي وأطفالهم، وأنه يقع وسط المنطقة ما بين شارع بديع الزمان الهمزاني وشارع الشيخ محمد بن مهيزع، ويحده من الجهة الأخرى مركز للشرطة تابع للحي، محذرا من أن إحدى جنبات الوادي مقابلة تماما لمدرسة أبي سلمة الأنصاري "الابتدائية" ولا يفصل بينهما سوى شارع فرعي، دون أي حواجز تحمي طلاب المدرسة.
وفي ذات السياق أكد المواطن أبو صالح لـ"الوطن"، والذي يقع منزله على حافة الوادي مباشرة، أنه وأهالي الحي متذمرون من إهمال بلدية الحي لشكواهم، مشيرا إلى أن الوادي أصبح يحتضن عمالة مخالفة وتشكل خطرا بالغا على السكان في ظل إهمال الجهات المعنية بالأمر، مبينا أن الدواب والعقارب أصبحت تحدق بهم وبأبنائهم الذين هم في سن صغيرة ويجهلون خطورتها، مضيفا أنهم اقترحوا أكثر من مرة على البلدية وضع سم يقتل الكلاب المسعورة داخل الوادي، وأجيبوا بأن "يذهبوا إلى وزارة الزراعة ويأخذوا سما للحيوانات أو أي مادة توقفها"، وقال أبو صالح "لقد أصبحنا نسكب الديزل أمام منازلنا بأسلوب بدائي لنتقي شر العقارب"، ومع تلك الأساليب إلا أنهم لم يسلموا من شر الكلاب والمخالفين الذين يمكثون أسفل الوادي في مظهر يثير الريبة.