فاجأ عبد المقصود خوجة ضيوف "الإثنينية" بدعوته لتشكيل لجنة لتأليف كتاب عن حياة وتجربة الكاتب والباحث عبد الرحمن الرفاعي. وسمى خوجة كلا من الدكتور عبد الله مناع والدكتور هاشم عبده هاشم ليقودا فريق عمل، اقترح له الدكاترة مدني علاقي ورضا عبيد وعبد المحسن القحطاني وحمود أبو طالب.. مهامه تتبع حياة الكاتب وآثاره العلمية، معلنا أن الإثنينية ستتكفل بكافة النفقات. وقال خوجة خلال تكريم الرفاعي مساء أول من أمس: كل منا استمع للرجل وسيخرج بانطباع خاص عنه، ثم نجد بعد أيام تهما وأقاويل، ولذلك وأنا أظن أنني أحد المثقفين في هذا البلد أكاد لا أعرف عبد الرحن الرفاعي الذي ألف 47 كتابا عدا الكتب التي لم تنشر بعد، إلا منذ سنوات قليلة. والمطلوب هو تكريم هذا العملاق، ونؤلف عنه سفرا يشارك فيه من يوافقه الرأي ومن يختلف معه، ويكتبون بحرية كاملة عن فكره ومؤلفاته، فنحن يجب أن نقف موقف المتسائلين: كم عبد الرحمن الرفاعي في بلدنا؟ وأجاب خوجة عن سؤاله: لا يوجد سوى عبد الرحمن الرفاعي واحد، لذلك يتوجب علينا العمل على رفع الرجل إلى الصدارة، حيث مكانه الصحيح.
وكان الرفاعي قد أثار إعجاب ضيوف الإثنينية، وهو يسرد سيرته منذ إصابته بمرض أقعده عن الحركة وهو في سن الثانية من عمره، واصفا أن ما أصيب به هو ضربة عين وليس شلل الأطفال، مضيفا: بقيت أذهب إلى المدرسة حتى السنة الرابعة الابتدائية على ظهر حمار، ولم أكن أخجل من ذلك، لأن الهدف كان الوصول إلى الغاية. كما تحدث عن تعاطف وزير المعارف معه آنذاك الشيخ حسن آل الشيخ الذي قابله في المطار أثناء زيارته إلى جيزان، ثم تكفل بنقله إلى الرياض للعلاج، كما أمر بإرساله إلى بيروت لتلقي العلاج وبقي هناك عاما كاملا. وأشار الرفاعي إلى أنه في الفترات التي كان يعود فيها إلى الرياض ملتحقا بإحدى مدارسها كان أحد أصدقائه يحمله على ظهره من البيت إلى المدرسة، وانتهى به المطاف إلى الحصول على البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود بتفوق.
وأصدر الرفاعي ما يقارب 50 كتابا حتى الآن في علوم شتى. وتحدث عن هذه الكتب وما لا قته من نقد واهتمام، كما تحدث عن فترات متعددة من اعتقاله بسبب تهم وصفها بأنها كيدية، تصفه تارة بأنه شيوعي وتارة بأنه يساري وتارة بأنه ليبرالي "وأخيرا منحوني لقب كافر"، كما قال، وكان بعض ذلك وأنا مازلت في المرحلة الثانوية.
وفي إجابته عن سؤال " الوطن " حول رأيه في ادعاء الدكتور كمال صليبا في كتابه " التوراة جاءت من جزيرة العرب، قال الرفاعي إن صليبا كان مدفوعا بحس ديني، والخطأ الذي حصل أن البعض رد عليه بمنطق تاريخي، لكنني كتبت عن ادعاءاته وفندتها. وأضاف الرفاعي: يوجد تشابه أسماء بين القرى والمدن في بلاد الشام ومناطق عديدة في جنوب المملكة، وهذا ما دعا الدكتور صليبا إلى الادعاء بأن مدن الجنوب العربي هي المقصودة في التوراة. وقال الرفاعي إنه حين أصدر كتابه " النبي سليمان بين حقائق التلفزة وعلوم التقنية "، وقدم له الدكتور محمد عبده يماني استدعي للتحقيق، كما استدعي اليماني، حيث تمت مساءلته من قبل وزير الإعلام آنذاك علي الشاعر. وذكر في حديثه أن الأمير خالد الفيصل وقف إلى جانبه في هذه المحنة وقفة شجاعة "لا يمكن لي أن أنساها.
ثم صدر لي كتاب آخر عن الجن ولقي أصداء واسعة حتى في الغرب، وقد امتدحه الشيخ ابن باز ودارت معركة سرية حول هذا الكتاب عبر الفاكسات إلى أن اتهمني أحد أساتذة جامعة الإمام بأني أجدف".