تفاجأت "أم بدر" بسؤال إحدى الصديقات عن عمرها، وحاولت أن تتهرب من الإجابة، مرة بتغيير الموضوع، وتارة أخرى بالرفض المهذب، وعندما اضطرت للإجابة ذكرت لصديقتها عمرا أقل من عمرها الحقيقي بسنوات.

وهكذا معظم النساء يكرهن أن يُسألن عن أعمارهن، ويعتبرن ذلك السؤال محظورا على الآخرين، ولكن الأمر تغير، إذ باتت المرأة العصرية تهتم بجمالها وأناقتها، ولا تخجل من ذكر عمرها الحقيقي، ومنهن "أم سعاد" التي تعلن عمرها، بل وتتباهى بكونها أربعينية، وتحافظ على جمالها بالغذاء الصحي، وممارسة الرياضة، والاستخدام الواعي لمساحيق التجميل.

تقول سهام العبدالله، وهي في العقد الخامس:"لم ولن أضطر يوما إلى إخفاء عمري الحقيقي"، وعللت ذلك كونها تفتخر أمام قريناتها بأنها قد تخطت سن الشباب، وفي الوقت نفسه استطاعت المحافظة على شبابها.

وعن سر هذا الشباب الدائم قالت: "أمارس الرياضة، وأستخدم كل ما هو طبيعي للمحافظة على صحتي النفسية والجسدية"، مشيرة إلى الجمال ينبع من الداخل، ويعكسه المظهر الخارجي.

وتشاطرها الرأي هناء الخلاوي، التي تعتبر أن الاعتراف بالعمر من قبل النساءيعد جرأة.،وقالت: "لا يمكنني إخفاء السن الحقيقي، بل إنني أجاهر به، وأعتز بكل مراحل العمر، فلكل عمر حلاوته".

وعلى النقيض تعتبر "أم خالد" عمرها "سري للغاية"، وترى أن كره المرأة للسؤال عن عمرها يكمن في كونها تحب الجمال، تقول: "حتى لو كنت جميلة وعرف الغير بعمري الحقيقي، سيقولون أنني متشببة، وهذا رأي يجرح أنوثة المرأة".

وأضافت "في صغري كنت أحلم باليوم الذي أصبح فيه كبيرة كالنساء، فكنت أتردد كثيرا على والدتي، وأسألها كم أصبح عمري ومتى أكبر؟، وعندما أصبح عمري 14 عاما فرحت، وبدأت أخطط لحياتي المقبلة، ومن يسألني عن عمري كنت أجيبه بعمر يزيد سنة عن عمر الحقيقي، وعلى العكس من الوقت الحالي، إذ أصبحت لا أجيب عن عمري الحقيقي"، وقالت مازحة: "ما يزال عمري ومنذ عدة أعوام يقف عند الثلاثين، ولا أعتقد أنني أمتلك الجرأة لذكر الحقيقية".

ومن المواقف الطريفة ما يرويه "يزيد" عن والدته قائلا: المرأة تخفي عمرها معتقدة أنها كلما كبرت كلما اختفت شمس جمالها، ويضيف: "كنت برفقة والدتي ذات مرة إلى إحدى العيادات الطبية الخاصة، وعندما سألها الطبيب عن عمرها أجابت على الفور بالرقم المخزن في الذاكرة، والذي تطرحه كلما سألها أحد عن عمرها وهو 30 عاما، ونست أنني برفقتها وقد تجاوز عمري العشرين، وعندما سألني الطبيب عن قرابتي لها قلت أنني شقيقها حتى لا يفتضح أمرها، إذ لا يمكن أن يكون الفارق الزمني بيني وبين والدتي عشر سنوات فقط".

وإذا كان الكثير من النساء يخشين الإفصاح عن عمرهن، يوجد في الطرف الآخر من يفصحن عن ذلك بزهو وافتخار، ومن أولئك

"أم سطام"، التي تجاوزت الثلاثين بعقدين إذ تقول: "أصبحت جدة قبل عامين، إلا أن هذا الأمر زادني بهجة، فلا يمكنني إخفاء عمري الحقيقي، فأنا أبدو كفتاة في العشرين، بل إنني أتفوق على العشرينيات بالمحافظة على جمالي الطبيعي، دون وضع المساحيق، التي وصفتها بـ "مساحيق المهرجين".

من جانبها أكدت أخصائية علم الاجتماع مطيعة الغامدي، أن "عددا من النساء يتحسسن من الاعتراف بالعمر الحقيقي في حال واجهها أحد بالسؤال".

وتابعت: إن "كثيرا من النساء يفضلن الاحتفاظ بهذا الرقم، ويختلف ذلك من امرأة لأخرى بحسب البيئة التي عاشت فيها وثقافتها، وإن كانت هذه الظاهرة قلت نوعا ما؛ لأن المرأة العصرية أصبحت أكثر اهتماما بنفسها وبثقافتها وجمالها برغم تقدم العمر".

وتنصح الغامدي السيدة التي تقدمت في العمر نسبيا وما تزال محافظة على جمالها ورشاقتها أن تفتخر بذلك لا أن تخفي عمرها؛ لأنها حافظت على رشاقتها وجمالها، في وقت عجزت غيرها عن فعل ذلك.

وأكدت أن لكل عمر جماله، فلا يجب أن نحرم أنفسنا من هذا الزهو، بل والتباهي به، والأمر برمته يحتاج إلى جرأة لا تتوفر إلا للمرأة الجادة القوية".