اليوم الجمعة الأولى من رمضان المبارك، وهي مناسبة لكل المؤمنين في جميع بقاع الأرض كي يقفوا بين يدي الخالق عز وجل. في الحرم المكي الشريف سيصطف المؤمنون اليوم في باحاته وفي الساحات الخارجية.. تختلط الأعمار والجنسيات.. لا فرق بين عربي أو أعجمي. ولكن في الحرم القدسي هناك من يقف عائقا أمام اختلاط المؤمنين، ليمنعهم من أداء الصلاة .. يحرم الشباب من دخوله، بحجة أنهم قد يقدمون على عمل ما، فيصنف المؤمنون بين أبناء القدس والقادمين من الضفة الغربية.
يخاف الإسرائيلي من المصلين, رجالا ونساء، فيضع العراقيل والحواجز بوجههم لمنعهم من الوصول إلى الحرم القدسي، لأنه يخاف أن يتحولوا في لحظة إيمانية إلى قنبلة بشرية تنفجر في وجه الاحتلال.
كان الأقصى في لحظة ما، مفجرا للانتفاضة التي انطلقت في 28 سبتمبر عام 2000 إثر اقتحام أرييل شارون للحرم في تحد سافر لمشاعر العرب والمسلمين، وعلى خلفية تأكيد سيادة إسرائيل عليه بعد أن بدا أن عملية السلام قد وصلت إلى طريق مسدود.
كأن التاريخ يعيد نفسه.. فالمفاوضات التي أرادها الأمريكي مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين اصطدمت برفض نتنياهو، وهو ينتمي إلى نفس المدرسة العدوانية التي تخرج منها شارون.
يخشى الإسرائيلي من المؤمنين العزّل، لأنه يدرك أنهم أصحاب الحق وأن هذا الحق حتما سيعود إليهم ولو بعد حين..