ظلت فكرة "ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب"، نشاطا محايدا للمعرض منذ أن طبقت كواقع قبل أكثر من خمس سنوات، شهدت فيها دورات المعرض حضور دول تتقاطع جغرافيا عبر القارات "السنغال، الهند، اليابان، السويد"، تأكيدا للتنوع في تواصل الثقافات والحضارات.

ومع استمرار تنفيذ الفكرة، رحبت وزارة الثقافة والإعلام بـ"المملكة المغربية"، ضيف الشرف لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2013، الذي سيدشن برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الثلاثاء مابعد المقبل.

غير أن المثقفين ما زالت الفكرة في أذهان أغلبهم محايدة، لدرجة أن تأثيرها يبقى ضعيفا، نظرا لأن ما يطغى على المعرض هو "الصدام المجتمعي"، طبقا لتعبير الكاتب الروائي أحمد الدويحي، الذي يرى أن المعرض يشكل نافذة كبيرة جدا للمجتمع، تجد فيه العائلات فسحة لخروج جماعي، يندر أن تحققه طبيعة الحياة الاجتماعية، ومن هنا بحسب رؤية الدويحي يمكن ألا نرى في ضيف الشرف سوى فكرة "علاقات عامة"، وظاهرة تأثيرها الحقيقي محدود جدا.

ويتأمل آخرون من المثقفين أن يكون لوجود المغرب هذا العام جدوى وفاعلية أكثر من كونها تقليدا معمولا به في غالبية معارض الكتاب الكبرى وفقا لوجهة نظر الكاتب الروائي عبدالله التعزي الذي يرى أن تراكم خبرات السنوات الماضية كفيل بحضور حيوي لمشاركة المغرب هذا العام.

إلى ذلك اعتبر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور ناصر الحجيلان أن المغرب تعد أول ضيف شرف عربي للمعرض.

وأوضح أن مشاركة دولة ضيف الشرف ستكون ضمن البرنامج الثقافي للمعرض وتتضمن عددا من الفعاليات منها ندوة بعنوان (الفكر العربي الإسلامي في المغرب المعاصر) يتحدث فيها الدكتور عبدالسلام بن عبدالعالي والدكتور محمد المصباحي والدكتور محمد جبرون، وندوة بعنوان (الخطاب النقدي الأدبي في المغرب: رهانات التحديث) يتحدث فيها الدكتور محمد مفتاح والدكتور سعيد بنكراد وشرف الدين ماجدولين. وأشار الحجيلان إلى أن هناك أمسية شعرية في الإيوان الثقافي بمقر فندق ضيوف المعرض بعنوان (قراءات شعرية) يشارك فيها الشعراء: عبدالكريم الطبال وصلاح الوديع وأمينة المريني، بمشاركة عدد من الشعراء السعوديين.

ولن يقتصر حضور المغرب الثقافي على العاصمة الرياض، بل و سعيا من وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب لإيصال مظاهر ضيف الشرف إلى أكبر مساحة من الفضاء الثقافي السعودي بحسب تصريح الحجيلان، فقد اختيرت مدينة جدة لتحتضن الفعالية الرابعة وهي ندوة (الكتابة الروائية في المغرب: تأملات وتجارب) يتحدث فيها الكتاب المليودي شغموم، وجمال بوطيب، وعبدالفتاح الحجمري.

وفيما يصف الحجيلان هذه المشاركة المغربية كضيف شرف بأنها فرصة للتبادل الثقافي السعودي المغربي والتعارف عن قرب بين مثقفي البلدين وتنمية الروابط والعلاقات التي تنعكس على المعرفة والوعي على المدى البعيد، يعول عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد الشويخات على وعي ورؤية الجهة المستضافة لإنجاح مشاركة "ضيف الشرف"، قائلا لـ"الوطن": نجاح فكرة "ضيف الشرف" يعتمد على الجهة المنظمة والهامش الذي تتحرك فيه، ورؤيتها للموضوع ما إذا كان شرفيا رسميا بحتا، وما إذا كانت هناك فعاليات تحدث نوعا من التقارب الحقيقي بين البلدين.

وينطلق شويخات في نظرته من تجربة عملية عاشها عام 2008، موضحا: حضرت يومها معرض فرانكفورت وهو أكبر معرض للكتاب في العالم، وكانت الصين ضيف الشرف، فحضرت بقوة، وقدمت تعريفا حقيقيا بالثقافة الصينية، لذلك آمل أن يكون حضور المغرب هذا العام في معرض الرياض، حقيقيا لتقديم الثقافة المغربية بكل أطيافها وملامحها والتعريق بها جيدا للمتلقي في المملكة.