- هل تعلمون ما هو أكثر ما يلفت النظر في نتائج البرازيل في كأس القارات الأخيرة..؟!

- بالنسبة لي: ليس تحقيق البرازيل كأس البطولة بالطبع.. لأننا تعودنا أن يكون منتخب السامبا هو المرشح الأول لأي بطولة.. ثم إنه قد حقق هذه البطولة من قبل ولا غرابة أبداً في تحقيقه لها لمرة جديدة، خصوصاً أنها تقام على أرضه وبين جماهيره.

- ما ينبغي أن يلفت النظر حقيقة ويتم تدريسه هو (توقيت) تسجيل الأهداف البرازيلية والتي تعطينا انطباعاً عن العمل الفني والنهج الذي كان يعتمده المدرب البرازيلي الخبير (لويس فيليب سكولاري).

- أغلب الأهداف البرازيلية جاءت في توقيت يستوجب الدراسة ويستحيل أن يكون (مصادفة) على الإطلاق.

- المنتخب البرازيلي وخلال خمس مباريات متتالية ومع مدارس كروية مختلفة كان يسجل في (بداية الأشواط أو في نهايتها) فقط، باستثناء هدف واحد فقط أمام إيطاليا..!!

- سجلت البرازيل في البطولة (14 هدفاً) وقد انطبقت هذه القاعدة على (13 هدفاً) منها.. أي بنسبة تقترب من 93? ويستحيل أن تكون هذه النسبة الكبيرة مصادفة.

- في افتتاح البطولة أمام اليابان سجلت البرازيل (3 أهداف) في الدقيقة (3) والدقيقة (48) أي في أول ثلاث دقائق من الشوط الثاني، والدقيقة (90).

- أمام المكسيك سجلت البرازيل هدفين في الدقيقتين (9) و(90).

- أمام إيطاليا سجلت (4 أهداف) انطبقت القاعدة على ثلاثة منها وذلك في الدقائق (45) و(55) و(89). وهدف في الدقيقة (66) كاستثناء للقاعدة.

- أمام الأورجواي سجلت البرازيل هدفين في الدقيقتين (41) و(86).

- أمام إسبانيا في المباراة النهائية سجلت البرازيل 3 أهداف في الدقائق (2) و(44) و(47).

- أي أن أهداف البرازيل كانت (حصرية) في أول دقائق الأشواط أو في آخرها.. وهذا الأمر لا يمكن أن يكون مصادفة أبداً.

- قد لا يعني هذا الأمر عند البعض أي شيء.. ولكنه يعني كثيراً وكثيراً جداً عند الذين يهتمون ببواطن الأمور ويركزون على طرائق اللعب وتكتيكات المدربين وفلسفتهم التدريبية وأفكارهم في التعامل مع المنافسين.

- الطريقة البرازيلية في توقيت تسجيل الأهداف اعتمدت على ثلاثة أمور.. الأول: مباغتة الخصم في بداية الشوط بهجوم ضاغط لإحراز هدف مبكر وشل تفكيره قبل أن يدخل في جو المباراة.. الثاني: تسليم الملعب له بعد ذلك والانكماش للخلف لتوفير الجهد واستنزاف مجهود ولياقة المنافس..

الثالث: الاستفادة من نهاية الأشواط بهجوم ضاغط بعد أن تم إنهاك المنافس في الوقت بين أول الشوط وآخره.

- إنهم يخططون و(يتكتكون) ويرسمون المباراة قبل أن تبدأ بـ(الورقة والقلم) لأن كرة القدم علمٌ قائم بذاته.. في الوقت الذي ما زلنا نتعامل نحن مع كرة القدم بطريقة (طقها والحقها) وأسلوب (شدو حيلكم يا شباب)..!!

- ليس معنى هذا أن الطريقة البرازيلية تناسب جميع الفرق والمنتخبات ولا يمكن أن أقول ذلك لأن الإمكانات والقدرات تختلف من فريق لآخر.. ولكنني أحاول تحليل أرقام لفتت انتباهي كما أحاول تنبيه مدربينا بأن يعرفوا نقاط القوة والضعف لديهم ليستطيعوا صنع (توليفة) خاصة تناسبهم ويقدرون من خلالها على أن يفرضوا أسلوبهم على المنافسين، مع عدم إغفال عامل الوقت داخل المباراة فهو سلاح مهم ينبغي التعامل مع تفاصيله بكل براعة وذكاء.