اعتبر عدد من الباحثين الأميركيين البارزين أن تباطؤ الرئيس باراك أوباما في دعم المعارضة السورية بالسلاح لمواجهة مدرعات وطائرات نظام بشار الأسد يعد أحد أبرز الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبتها الإدارة الأميركية في فترة الرئاسة السابقة لأوباما. وقال رئيس دراسات الأمن في جامعة "جورج تاون" دانييل بايمان، إن الأسد لن يسقط إلا إذا دفع للسقوط. وشرح ذلك بقوله "ما نراه الآن هو عملية سقوط طويلة الأمد ومؤلمة للسوريين وللجميع، لنظام يعتمد أسلوبا واحدا للبقاء هو استخدام القوة المسلحة للبطش.. وعملية الموت الطويل هذه التي يمر بها نظام الأسد يمكن أن تنتهي بتحلل سورية وتقسيمها إن طالت أكثر مما ينبغي".
وتابع بايمان "في أي استراتيجية هناك موازنات بين الجوانب الإيجابية والسلبية. وفي حالة استراتيجية الامتناع عن تسليح المعارضة فإن الجوانب السلبية واضحة وكارثية حقا للمنطقة بأسرها. وفي المقابل فإن تسليح المعارضة وفق شروط ومعايير واضحة يمكن أن يجنب سورية والشرق الأوسط عملية التحلل التدريجي المؤلم لجثة نظام الأسد. تحتاج الإدارة إلى من يشرح لها تبعات استمرار الوضع الراهن لعام أو عامين أو خمسة أعوام أخرى وساعتها سيعي الجميع أن الخيار الوحيد الصحيح هو تسليح المعارضة وتقليص أي جوانب سلبية في ذلك بقدر ما يمكن لأجهزتنا أن تفعل".
ومن جانبه يرى الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ايميل هوكايم، أن مهاجمة مبدأ تسليح المعارضة بحجة أنه سيقود إلى تدخل عسكري أميركي هو موقف يعتمد على مغالطات تاريخية. وقال "في تاريخ الولايات المتحدة صفحات كثيرة عن دعم قوى معينة سواء ثبت أن ذلك كان موقفا صحيحا أو تبين بعد ذلك أنه موقف خاطئ دون أن يعني ذلك بالضرورة إدخال القوات الأميركية على نحو مباشر في أي من تلك الصراعات". وتابع "نحن لا نتحدث عن أي تدخل أميركي مباشر. فما هو أهم من رفض الأميركيين لذلك هو أن السوريين وفي مقدمتهم المعارضة يرفضون ذلك، وإذا كان الجيش السوري يتلقى تدفقا من المساعدات العسكرية من إيران وروسيا ودول أخرى، فإن من حق الجميع التساؤل عن الكيفية التي يمكن بها مواجهة هذه الآلة العسكرية المدعومة من قوى خارجية.. ألا يعني ذلك أن من الضروري دعم من يقاتلون هذه الآلة العسكرية التي تتلقى الدعم بلا توقف؟".
وأضاف هوكايم "يقولون إن الدعم العسكري للمعارضة سيجهض الجهود الدبلوماسية التي تبذل للتوصل إلى تسوية سلمية. ولكن أليس من الممكن أن يؤدي الدعم العسكري إلى إنضاج شروط التوصل إلى تسوية دبلوماسية؟. إن الأسد لن يتراجع خطوة واحدة إلا إذا أجبر على ذلك". وتابع "خلال شهور الأزمة الدموية امتنعت واشنطن عن دعم المعارضة بالسلاح دون أن يؤدي ذلك إلى إنجاح أي جهود دبلوماسية، ولو كان الامتناع عن تسليح المعارضة يمكن أن يؤدي إلى إنجاح تلك الجهود لكان قد أدى لذلك بالفعل خلال عامين".