رد النظام السوري على ضربات الثوار بقصف جنوني بصواريخ سكود استهدف أربع مدن هي حلب وحمص وحماة والرقة، في إشارة إلى أن بشار الأسد بات مستشعرا للخطر أكثر مما سبق. وأكدت مصادر لـ"الوطن" أن قوات الأسد أمطرت محافظة الرقة، التي تعتبر من آخر المحافظات التي خلعت رداء الخوف من نظام البعث الحاكم، بقرابة 12 صاروخا "سكود". يأتي ذلك فيما عاشت دمشق على رائحة الدماء لنحو 24 ساعة، بعد تفجير خلف المئات من القتلى.
وشرحت مصادر لـ"الوطن" سبق أن اتهمت النظام مباشرة بالعملية التي شهدتها دمشق أول من أمس، قائلة "لا مصلحة للثوار باستهداف الأبرياء، وللعلم، كان من باب أولى أن يتم استهداف مقار حزبية بشكل أوسع ومقار حكومية إذا كان الهدف انتقاما من قبل المقاتلين، لكن الأمر أبعد من ذلك بكثير، حيث استخدم الأسد وأعوانه ورقة التفجير الذي خططا له ونفذاه وذهب ضحيته عدد من الأطفال لتعزيز التصور العالمي أن البلاد تعاني من الإرهاب، فيما هو أكبر صانعي الإرهاب في المنطقة". وتعرضت السفارة الروسية لبعض الأضرار كونها تقع في موقع محاذ للموقع الذي شهد التفجير، فيما طالت نيران الجيش الحر أمس، مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين بقلب العاصمة دمشق.
وفي لبنان طالبت المعارضة بنشر الجيش على الحدود مع سورية، ولا سيما في المناطق التي يقصف منها حزب الله بلدات سورية لصالح النظام، محملة الحكومة المسؤولية في انفلات تحركات الحزب العسكرية ليوسع. ورأت أن تجاهل الحكومة لتهديدات الجيش الحر بقصف المناطق اللبنانية التي تنطلق منها صواريخ وقذائف حزب الله من الهرمل سيجر إلى فتنة في المنطقة، مشددة على "أن الحكومة يجب أن تحمي أراضيها ولا تصمت عن تحركات الحزب لدعم النظام السوري سواء بالقتال المباشر وإرسال قوات لدعمه أو دعمه بالقصف على مواقع الجيش الحر داخل سورية".
ولفتت مصادر بالمعارضة إلى أن مؤيدي الثورة السورية في لبنان من كل الفئات "ولا يمكن أخذ أحد بجريرة مواقف حزب الله المرتبطة بالمشروع الإيراني". ودعت الجيش الحر إلى المطالبة باجتماع عربي لبحث موضوع اعتداءات حزب الله، وكذلك التوجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بدلا عن الرد العسكري المباشر.
وفي الأردن تظاهر نحو 300 لاجئ سوري بمخيم الزعتري عقب صلاة الجمعة، مطالبين العالم بتسليح الجيش الحر، ومؤكدين أن "النصر قادم". وجالت التظاهرة في المخيم وسط هتافات المشاركين وأناشيد وطنية قبل أن تنتهي بهدوء. وتخطى عدد السوريين الذين لجؤوا إلى الأردن هربا من النزاع الدائر في بلدهم منذ نحو عامين 380 ألفا، وفقا للمسؤولين الأردنيين. ويقيم حوالي 83 ألف لاجئ سوري في مخيم الزعتري.