لجأ عدد من العمالة السائبة إلى منطقة البلد في جدة، بعد حصار الأمانة لهم داخل أحياء الشمال، بعد أن نفذت أمانة محافظة جدة حملات متعددة على الباعة المتجولين، وصادرت عرباتهم وبضائعهم، إذ انتشروا داخل أسواق منطقة البلد وأزقتها عارضين بضائعهم من الفواكه والمعلبات بعيدا عن أعين مراقبي الأمانة.
ورصدت "الوطن" في جولة ميدانية مزاحمة العربات للزوار والمتسوقين، مما تسبب في حدوث ازدحام كبير داخل ممرات الأسواق، خاصة في سوق باب مكة وشارع قابل وسوق البدو وحارة المظلوم، إذ اشتكى البائعون وأصحاب المحلات من كثرة الباعة المتجولين دون وجود رقابة صارمة من قبل الأمانة لمنعهم من ممارسة نشاطهم من البيع بطرق مخالفة.
يقول غازي الغامدي، صاحب محل في سوق باب مكة في حديث إلى "الوطن" أن وجود البائعين المتجولين داخل ممرات السوق أحدث فوضى، إذ يتزاحم الباعة لعرض الفواكه والخضروات التالفة مما أعاق حركة المتسوقين، مشيرا أن معظم هؤلاء الباعة من الجنسيات العربية الوافدة والمخالفين لأنظمة الإقامة.
وأضاف أن كثيرا ما يحدث منهم ارتكاب سلوكيات مخالفة، متسائلا عن رقابة الأمانة في منع الباعة المخالفين، إذ لا يقتصر مهامهم على بيع الخضار والفواكه، بل يتم عرض الكثير من معلبات المواد الغذائية المنتهية الصلاحية التي لا تخضع لمعايير التخزين المطلوبة، والبعض منها تبقى على انتهاء صلاحيتها مدة قريبة، مستغلين حاجة العمالة الوافدة الباحثة عن شراء متطلباتهم بأرخص ثمن.
ويشاركه الرأي عبدالقادر يحيى، بائع في سوق باب مكة بالقول: "ما يحدث في مدخل السوق يثير استغراب الكثير من أصحاب المحلات، نظرا لكثرة الباعة المتجولين وأصحاب العربات الذين يحدثون تزاحما كبيرا في مدخل السوق، مما يجعل الدخول للسوق من الأمور التي تصعب على المتسوقين، وذلك نتيجة وجود العربات التي تتجاوز 30 عربة".
وأشار إلى أنه يكثر وجودهم في وقت العصر حتى ساعات متأخرة من الليل، مستغلين عدم وجود موظفي الأمانة في هذه المدة، موضحا أن أصحاب العربات يكون لهم مراقبون يخبرونهم وقت حضور موظفي الأمانة، كي لا يستطعوا مداهمتهم والقبض عليهم.
وأضاف أغلب زبائن أصحاب العربات المتجولة هم العمالة الوافدة من الجنسيات الآسيوية، معللا ذلك بأن هؤلاء العمالة يبحثون عن شراء متطلباتهم اليومية من الفواكه والمعلبات بأسعار رخيصة كما يبيعونها أصحاب العربات.
من جهته، أكد المتحدث الرسمي لجوازات منطقة مكة المكرمة المقدم محمد الحسين، أن دوريات الجوازات تركز على العمالة المخالفة لنظام الإقامة، مشيرا في تصريحه لـ"الوطن" أن الجوازات تنفذ حملات على الأحياء المستهدفة بطرق شتى.
وأفاد أن هذه الطرق إما تكون بصورة منفردة، أو من خلال مشاركتها مع جهات عدة، أو وفقا لما يرصد عن طريق فرق البحث والتحري من خلال تفتيش المنازل، مضيفا أن الفرق الميدانية تعمل جاهدة للقضاء على ظاهرة البائعين المخالفين.
وحذر المواطنين من التستر على المخالفين، مشددا على أنه من يقدم على ذلك يعرض نفسه للعقاب من قبل الجهات المسؤولة، داعيا المواطنين للتعاون مع رجال الجوازات في التبليغ عن المخالفين لنظام الإقامة.
وفي السياق ذاته، علمت "الوطن" من مصدر بأمانة جدة، أن الأمانة تنفذ حملات عدة على الباعة المتجولين في أحياء جدة كافة، إذ قامت البلدية الفرعية في وقت سابق من إتلاف 95 عربة للباعة المتجولين المخالفين، رُصدت عن طريق المراقبين في المناطق الشعبية.
وأوضح أن فرق البلدية أتلفت 42 عربة أخرى، رُصدت في منزل شعبي بحي الهنداوية، كما قامت برصد منزل بحي السبيل الشعبي، يعمل على تصنيع العربات للباعة المتجولين وبيعها، وأتلفت 85 عربة جاهزة للاستخدام، وصادرت نحو 1800 كيلو جرام من الخضروات والفواكه، وُزعت على الجمعيات الخيرية للانتفاع بها، ليصل عدد ما أتلفته بلدية البلد الفرعية من عربات الباعة الجائلين 220 عربة خلال شهر محرم الماضي.
وقال: "تولي الأمانة مكافحة ظاهرة الباعة الجائلين أهمية خاصة، من خلال تكثيف الحملات على مدار 24 ساعة يوميا، وتركز على أماكن تجمعهم، ومتابعتها أولا بأول نظرا لخطورة ما يعرضونه، من مواد غذائية واستهلاكية مجهولة المصدر، مشددا على ضرورة التصدي لتلك الظاهرة السلبية، التي تعود إلى تزايد الإقبال عليهم بسبب عرض بضائع متنوعة بأسعار رخيصة، دون النظر لما قد ينجم عنها من مخاطر صحية".
يذكر أن أمانة جدة اعتمدت في وقت سابق اللائحة التنظيمية للباعة الجائلين، المتضمنة تنظيم عملهم لإيجاد فرص عمل نظامية للمواطنين، ومنع الأجانب من ممارسة هذا النشاط، وإيجاد مواقع مناسبة للباعة دون إضرار بالآخرين من سكان ومحلات تجارية، ومراقبة الباعة الجائلين بهدف التأكد من تنظيمها والحفاظ على الصحة العامة.