تعيش المراكز الصحية الأولية بمنطقة الباحة واقعا وصفه عدد من مواطني المنطقة بـ"المرير"؛ حيث تعاني نقصا شديدا في الأطباء والطبيبات، وتضم سيارات إسعاف متهالكة، ناهيك عن وجود عدد من تلك المراكز في مبان مستأجرة لا تفى بالغرض.
وطالب الأهالي بتوفير الخدمات الصحية لهم للعمل على استقرار المواطنين وعدم الهروب للبحث عن الخدمات الصحية في المستشفيات الكبرى.
وأكد المواطن عبدالله علي الزهراني أن المراكز تعيش واقعاً مريراً حيث لا يجد المريض في كثير منها سواء المباني المستأجرة منها أوالحكومية العناية التامة فالحاصل هو عدم توافر الأطباء المتخصصين مع وجود أجهزة قديمة ونقص واضح في الأدوية وهو ما يجعل البعض يلجأ إلى المستوصفات الأهلية أو ربما رضي بما يعطيه الطبيب من دواء لا يوجد غيره في المركز.
ويتساءل المواطن صالح الغامدي: هل هذه المراكز بمعايير وجودة معتمدة أم أنها مجرد مبان تحمل على واجهتها لوحة تعريفية؟ مشيراً إلى أن نسبة عالية منها لا توجد فيها طبيبة أو قسم للأسنان وإنما تقوم على طبيب عام وممرض وممرضة، وأجهزة المختبر ينحصر دورها في تحليل السكر والدم فقط ونتائجها غير دقيقة لتهالك الأجهزة وغياب المحللين عن الدورات التخصصية والتدريبية.
فيما قال المواطن عطية الزهراني إنه لا يمكن للأطباء العاملين في تلك المراكز تشخيص الحالة بالشكل المطلوب لافتقارها إلى الطبيب الأخصائي أو قسم للأشعة رغم كثرة المراجعين، مؤكداً أن عددا من تلك المراكز يعاني إهمالا وسوء خدمة كونه في مبنى مستأجر منذ سنوات يضيق بمراجعيه في بعض الأوقات وصيدليات تعاني من نقص الأدوية وكثيرا ما يجد المواطنون أنفسهم مجبرين على الشراء من الصيدليات الخارجية وبعضهم لا يملك ثمنها الباهظ.
ويتحدى أحمد حسن الزهراني قائلاً "إننا لن نتجاوز إطار الحقيقة إذا قلنا إن ثمة مراكز يزيد عمرها وهي مستأجرة عن 20 عاماً، مضيفاً أن معاناة الأهالي تبلغ الذروة عند مراجعة عيادات الأسنان؛ حيث التبكير صباحاً للفوز برقم مستغرباً أن تصنف تلك الأجهزة المتهالكة على أنها مختبرات
ويشير عائض الغامدي إلى أن سيارات الإسعاف في كثير من المراكز متهالكة وفي حالة سيئة للغاية، وغير مهيأة لنقل الحالات الطارئة لما تعانيه من نقص حاد في التجهيزات الطبية والأدوات اللازمة فهي عبارة عن خردة قديمة -على حد تعبيره- لا تستطيع الصمود لمشوار واحد نحو المستشفيات العامة، قائلاً "مكانها المناسب متحف أثري وليس مركزاً صحياً".
من جانبه، قال المتحدث باسم الشؤون الصحية بمنطقة الباحة ماجد الشطي في رده على خطاب "الوطن" إن مراكز الرعاية الصحية الأولية بالمنطقة يبلغ عددها الحالي (98) مركزا صحيا، وسيتم استحداث وتشغيل أربعة أخرى خلال هذا العام 1434, مشيرا إلى أنه خلال الأعوام القليلة الماضية تم الانتهاء من بناء وتشغيل (28) مركزا صحيا والمؤمل أن يتم استلام 13 مركزا خلال الأسابيع القادمة ومركزين آخرين مع نهاية العام.
وأضاف أنه تم إدراج 23 مركزا صحيا في المرحلة الرابعة المؤمل البدء في تنفيذها خلال هذا العام و8 مراكز ضمن المرحلة الخامسة التي تم اعتمادها من قبل الوزارة وبذلك يكون مجموع المراكز الصحية التي تم الانتهاء من بنائها أو هي تحت التنفيذ مضافا إليها 10 مراكز صحية حكومية قائمة و84 مركزا صحيا، وهذا يعني أن 86 % من المراكز الصحية هي مبان حكومية تم الانتهاء من بنائها وتشغيلها أو أنه يجري حاليا العمل على بنائها وأما المباني الأخرى فقد تم طرح إعلانات بطلب استئجار مبان حديثة لهذه المراكز. وفيما يخص سيارات الإسعاف، بين الشطي أنه جرى تزويد المراكز الصحية بعدد من سيارات الإسعاف وروعي في ذلك الأولوية للمراكز التي تقع على الطرق السريعة والنائية والطرفية، ومازلنا نطالب بتوفير سيارات إسعاف ويوجد العديد من المطالبات لمقام الوزارة بهذا الخصوص وكان آخرها بتاريخ 1 /4 /1434. وفيما يخص قلة عدد الأطباء والطبيبات وأطباء الأسنان، بين أنه يوجد بالمنطقة عدد كاف من الأطباء وجميع المراكز الصحية بدون استثناء يتوفر فيها أطباء وبأعداد مناسبة قد تكون أفضل من المعدلات القياسية المطلوبة وأيضا أفضل من معدلاتها على مستوى المملكة، وعن طبيبات النساء فجرى دعم المنطقة بعدد من طبيبات النساء خلال الفترة السابقة وتم توزيعهن على المراكز الصحية وروعي في ذلك عدد السكان وطبيعة المنطقة حيث إن المراكز التي توجد فيها طبيبات نساء تمثل ما نسبته 68% من المراكز الصحية وهناك تعليمات للمراكز الصحية التي توجد فيها طبيبات نساء باستقبال الحالات التي ترد من المراكز المجاورة الأخرى. وبخصوص أطباء الأسنان، قال: يوجد لدينا نقص في أطباء الأسنان وجرت مخاطبة الوزارة باستحداث وظائف أطباء أسنان ومساعدي أسنان ونعمل جاهدين على إيصال الخدمة لجميع الفئات عبر توزيع الأطباء الموجودين حاليا على المراكز المرجعية وروعي توسطها لمجموعة مراكز ليسهل الوصول إليها.