التعريف الواقعي للهدية أنها تكريم إنسان ما بشيء ما لثلاثة أسباب.. إما لمحبة - في الأثر النبوي الكريم "تهادوا تحابوا" - أو لصداقة، أو لحاجة!

ومن الهدايا ما لا يُرد حسبما ورد في الأثر - "ثلاثة لا تُرد.." - والهدية في المجمل العام سنة نبوية.. بمعنى أنها ليست اجتهاداً بشرياً ، بل فعل محمود، تحث عليه شريعتنا الإسلامية؛ لأنه يزرع المحبة في النفس البشرية، أو كما يقال يفتح القلوب المغلقة!

الهدية فعل إيجابي كريم وسلوك تفاعلي يجب أن تتسم به علاقاتنا الاجتماعية.. يحكي لي أحدهم أنه لا يعود من سفر طويل إلا وعاد محملاً بالهدايا، وعلى رأس الـمُهدى إليهم السائق والعاملة المنزلية .. هؤلاء بشر، ولهم مشاعر وأحاسيس، وهم أولى بأن نزرع محبتنا في قلوبهم، ونكسب أجرهم..

البعض يعقد المسائل.. فيظن الهدية بسعرها.. وبالتالي لا بد أن يرتفع سعرها كي تكون ذات قيمة معنوية.. ولذلك هناك من لا يستطيع الوفاء بهذه السنة النبوية وفقاً لهذا المفهوم الخاطئ.. الهدية رمزية، أكثر من كونها "نفيسة أو باهظة السعر"..

اللافت - وهذا ما أود الوصول إليه اليوم - أنك تجد في كل مطارات الدنيا هدايا جميلة صغيرة الحجم ومعقولة السعر تستطيع حملها معك.. إلا في مطاراتنا.. الهدايا كبيرة الحجم لا تحتويها حقيبة المسافر، ومرتفعة السعر لا يستطيع المسافر دفع قيمتها!

لماذا لا تؤسس (الهيئة العامة للطيران المدني) لهذه السنة النبوية الكريمة التي هجرها الكثيرون.. فتلزم هذه المحلات الاحتكارية في مطاراتنا بتوفير هدايا بأحجام معقولة، وأسعار مقبولة؟!

مؤكد ـ في الختام ـ أن هناك من لا يعنيه ما ورد في مقال اليوم؛ إما لكونه كالبحيرة الراكدة، لا يسافر إلا للضرورة القصوى، أو يسافر.. لكنه متبلد الحس، لا يشعر بمن حوله!