يعتبر كثيرون أن مفردة "سينما" من أكثر العبارات رعبا هنا، ومن الطبيعي جدا أن تجد دور السينما غائبة، بل إن أي مستثمر أو محب للأفلام لو تحدث عن مشروع سينمائي هنا فقد يفشل الأمر بمجرد الحديث عنه، وقد يُصنف هذا الشخص على أنه يريد إفساد المجتمع والقيم!
السبب الأول لهذا المنع هو أن هناك أيديولوجية مجتمعية ودينية ترفض السينما لأنها تقدم مضامين لا تتناسب مع مجتمعنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا!
المشهد السينمائي المحلي فعلا مليء بالتناقضات، فكلمة "فيلم" نفسها لديها معايير موجهة حسب المزاج، حيث أصبحت بعض المؤسسات تستخدم السينما في ما يخدم أجندتها الخاصة للإعلان عما تطمح إليه، وتعرض أفلاما لا أحد يجرؤ على الاعتراض عليها، على الرغم من أنها تقدم سينما حقيقية مزودة بشاشة كبيرة ومقاعد، لكن في حال أراد شخص من خارج تلك المؤسسات أن يعرض فيلما يتناسب مع قيمنا ويعالج أيا من مشاكلنا أو يطرح موضوعا عن تاريخنا أو مستقبلنا، يتفاجأ بتلك الأصوات ترفض وتمنع وتحضر إلى مقر عرض الفيلم وتحاول إيقافه بحجة حماية الدين والفضيلة وحماية المجتمع من الرذيلة! فأول من أمس، حضر محتسبون إلى مقر عرض فيلم "هيفاء" الذي عرض في المفتاحة بأبها وكل همهم أن يتوقف عرضه! إنهم لا يعرفون عما يدور، ولم يشاهدوه وكل ما في الأمر أن الفيلم يحكي قصة "امرأة" وأنها تظهر بشكل لم يؤمنوا به يوما!
أخيرا السينما ليست مربط الفرس، فبمجرد أن تغيب المرأة عن أي عمل فني فهو "حلال"، حتى وإن كان ذلك العمل يوقظ ضمائرنا لنطور من أنفسنا ونرتقي! وفيما العالم يتقدم خطوات إلى الأمام، سيظل ملف "السينما" حبيسا داخل درج "خصوصية المجتمع السعودي" إلى الأبد!