من عجائب القدر، أن تتزامن صبيحة أول يوم "خميس" عمل ـ بعد تغيير موعد الإجازة الأسبوعية ـ مع نهاية المهلة التصحيحية لمخالفي نظامي الإقامة والعمل، وبداية حملات التفتيش وتطبيق النظام.

فمن المفترض أن يشهد الخميس المقبل 4 يوليو بداية الحملة، بعد فترة المهلة التي امتدت لثلاثة أشهر.

وبتفاؤل كبير، أنتظر ذلك الخميس، لتستهل وزارة الداخلية ووزارة العمل الحملات التفتيشية، وتطبيق النظام على المخالفين، والقضاء على كل ملامح الفوضى التي عشناها ردحا من الزمن.

الانعكاس الإيجابي الكبير لهذه الحملة على مشاعر المواطنين لا يمكن وصفه، كونها تشعرهم بأن إصلاح الخلل ممكن، وأن تراكمات الفوضى والمحسوبية لن تعرقل إعادة الترتيب حين تتوفر الإرادة.

نجاح هذه الحملة يفتح آفاقا من الآمل بالقدرة على إصلاحات أخرى تطال كل جوانب القصور التي يعاني منها الوطن والمواطن.

يمكن للمواطن أن يحلم ـ على سبيل المثال ـ بحملة لوزارة التجارة تقضي فيها على كل جوانب الغش والاستغلال والتحايل التي تعج بها أسواقنا، وتوقف أرباب الجشع، وتؤسس لثقافة احترام المستهلك.

قد يحلم أيضا بحملة مرورية وأمنية تفرضان هيبة النظام، وتجعلان شوارعنا أكثر أمنا ونظاما، وتصححان السلوكيات السائدة. ولن يسرف إن واصل أحلامه في كل الاتجاهات، متطلعا لتصحيح كل ما يحتاج إلى تصحيح، وإصلاح كل أوجه القصور والفساد.

هذا "الخميس" الجديد، سيضعنا جميعا على المحك، خاصة وزارتي الداخلية والعمل، فإما أن يكون بداية جادة لحملة تفرض احترام النظام على الجميع، وتؤكد أن بلدنا بلد قانون ولا مكان فيه للفوضى، ولا وجود فيه لمن هو فوق القانون، وإما أن يكون ترسيخا لكل الصور السلبية المحبطة.

أنا متفائل، وأدعوكم جميعا لحفلة التفاؤل التي سنعيشها الخميس المقبل.. داعيا الله أن يكون بداية مشرقة لغد أفضل، ووطن أجمل.