دخلت الأمم المتحدة على خط الأزمة العراقية والمظاهرات والاعتصامات المستمرة منذ عدة أشهر بمحافظة الأنبار، إذ التقى أمس وفد أممي في مدينة الفلوجة برئاسة مدير الدائرة السياسية في مكتب المنظمة الدولية في العراق مروان علي، مع مسؤولين محليين ورجال دين وشيوخ عشائر، وممثلين عن المتظاهرين للتعرف على مطالب المحتجين، وبحث إمكانية تنفيذها. وقال منسق التظاهرات في المدينة المحامي عبدالستار جابر "الوفد الأممي أبدى تفهمه التام لمطالب المتظاهرين، وأكد أنها تعبر عن مطالب مشروعة".
وفي سياق متصل، دعا نشطاء عراقيون إلى تنظيم وقفة احتجاجية اليوم أمام السفارة الإيرانية ببغداد وقنصلياتها ببقية المدن؛ احتجاجا على قيام طهران باعتقال المفكر العراقي أحمد القبانجي. وقال الناشط المدني والإعلامي سعدون البيضاني "بسبب اعتقال القبانجي في مدينة قم الإيرانية حسبما وصلنا باتصالين هاتفيين مباشرين مع عائلته، تقرر القيام بجملة فعاليات منها الاحتجاج أمام السفارة الإيرانية وقنصلياتها في أنحاء الجمهورية كافة، وتنظيم مسيرة احتجاجية في شارع المتنبي غدا". وكشف البيضاني أن اعتقال القبانجي جاء على خلفية انتقاده للحكومة الإيرانية في محاضرة ألقاها في بغداد قبيل سفره إلى مدينة قم. من جانبه قال المتحدث باسم وزارة حقوق الإنسان كامل أمين "سنقوم بمخاطبة وزارة الخارجية وسفارتنا في طهران للتأكد من المعلومات، وحينذاك ستقوم الحكومة بالتحرك لإطلاق سراحه".
من جهة أخرى، كشف حزب الدعوة الإسلامية بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي عن تلقي بغداد رسائل من أنقرة تتضمن رغبتها في تحسين العلاقات بين البلدين، وسط تأييد رسمي وسياسي لتعزيز هذا التوجه. وقال القيادي في الحزب حسن السنيد "تركيا بدأت تحسن قراءة خريطة حركة الإرهاب السياسي، وهناك رسائل وصلت عن رغبة الحكومة التركية في عودة العلاقات إلى طبيعتها، وستشهد الأيام المقبلة تطورا على المستويين السياسي والاقتصادي بشكل أكبر". وبدوره أبدى المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، علي الموسوي رغبة الحكومة في تحسين العلاقات، وقال: "نريد علاقات طيبة مع دول الجوار، خاصة تركيا من أجل تعميق الصداقة، وحتى الآن فإن حجم التبادل التجاري معها هو الأعلى في المنطقة".