على درب سلفه طريق العقير القديم، يسير الطريق الجديد الذي يربط القرى الشرقية التابعة للمحافظة بشاطئ العقير الساحلي "على الخليج العربي" طوله 65 كلم، في حصد الأرواح؛ إذ شهد مصرع ستة وإصابة 4 بإصابات حرجة في حادثي سير منفصلين خلال أقل من أسبوع.
ويبدأ الطريق "الجديد" من حي الملك فهد في الهفوف، ويمر عبر عدة أطراف من القرى الشرقية، مما يجعله طريقا حيويا، ويشهد ازدحاما كبيرا في أيام العطل الأسبوعية والإجازات المدرسية.
"الوطن"، سلكت أول من أمس الطريق "الجديد"، ورصدت ملاحظات عابريه، الذين أكدوا خلال أحاديثهم إلى "الوطن"، أن الطريق بحاجة ماسة إلى تنفيذ مشروع توسعته "ازدواجيته" في مسارين منفصلين بينهما جزيرة وسطية بها "سياج حديدي" على طول الطريق لما يشكله وضعه الحالي من خطورة بالغة على مرتاديه، الذين يزدادون يوما بعد يوم، مما يتطلب العناية بهذا الطريق والعمل على توسعته بما يؤهله لمواكبة التطور والحركة السياحية والترفيهية في الشاطئ بجانب الحركة التنموية التي بشهدها الطريق بالتزامن مع تنفيذ مشاريع حكومية مختلفة من بينها مدينة الملك عبدالله للتمور ومركز الملك عبدالله الحضري، إضافة إلى تنفيذ أكثر من 20 موقعا حكوميا آخر، سلمت أمانة الأحساء أراضيها لتلك الجهات الحكومية لتنفيذ مشاريعها خلال الأيام المقبلة.
وأبان المواطن عبدالله المدالله، أن الطريق "الجديد" يتطلب وضع لوحات إرشادية "ضوئية" عند المنعطفات والمخارج والجسور، وتركيب الحواجز الحديدية والسياج الواقي من الحيوانات السائبة على جانبيه، فكثير من مرتفعات ومنعطفات الطريق تمثل خطورة حقيقية، وتتسبب في عدد من الحوادث المرورية المؤسفة، إذ إن مساره الوحيد يصعب فيه رؤية السيارات المقبلة أثناء السير في الوصلات المنخفضة أو الانعطاف.
وأشار يوسف السعيد، إلى أن الطريق "الجديد" بحاجة إلى تكثيف دوريات الأمن، واعتماد افتتاح مركز لانطلاق دوريات أمن طرق فيه، وكذلك مركز إسعاف، ولا بأس بتخصيص سيارة إسعاف تجوب الطريق، ويفتقد كامل الطريق الإنارة، إضافة إلى تحرك الكثبان الرملية بصفة مستمرة نحو الطريق، لافتا إلى ضرورة إعطاء هذا الطرق أولوية في تركيب كاميرات "ساهر" المتحركة لضبط السرعة الزائدة، والتي تعد السبب الرئيس للغالبية العظمى لحوادث الطريق، والسبب الآخر لحوادث هذا الطريق التجاوزات "الخاطئة" بسبب ضيق مسار الطريق وبالتالي صعوبة استيعابه أكثر من سيارتين في الاتجاهين.
وذكر عمر العباد أن الطريق حديث عهد في الافتتاح، إلا أنه تربص بالكثير من سالكيه، وأشعر الجميع بالهلع والخطر، وللأسف نرى ونسمع بمشاكله المستمرة، دون التدخل لإيجاد الحلول الجذرية والعاجلة، لتوفير ضمانات السلامة والأمان في الطريق، مبديا استغرابه من تأخر اعتماد توسعته ضمن أقرب ميزانية مالية، ولا سيما أن المشروع تكلفته ليست كبيرة مقارنة بالمشاريع الكبيرة الأخرى، لافتا إلى أنه يتحاشى القيادة خلال ساعات الليل بسبب تعرضه للأضواء المزعجة من السيارات المقابلة، وما يصاحبها من تهور بعض قادة المركبات.
وبدوره، أوضح وكيل وزارة النقل المساعد للشؤون الفنية المشرف العام على إدارة الطرق والنقل في المنطقة الشرقية المهندس محمد السويكت لـ"الوطن"، أن مشروع ازدواجية الطريق "الجديد" الرابط بين بلدة الجشة وشاطئ العقير، مدرج في الميزانيات المالية المقبلة لمشاريع إدارته، وعند اعتماد المبالغ المالية للمشروع سيتم على الفور البدء في ازدواجيته.
وكانت"الوطن" قد نشرت في عددها الصادر بتاريخ 9 فبراير الجاري تقريرا عن تردي أوضاع طريق شاطىء العقير القديم بعنوان:"طريق العقير".. إهمال يحصد الأرواح.