عادت الحياة لطبيعتها في الأحياء العشوائية جنوب تبوك، تلك التي غمرتها السيول مؤخرا، ولا تزال مطالب أهالي سكان تلك الأحياء، باتخاذ خطوات عملية في حل عشوائيتها، التي نشأت على مرأى ومسمع من هذه الجهات خلال السنوات الماضية، فيما طالب أحد أعضاء المجلس البلدي سابقا بتهذيب هذه الأحياء.

وذكر الدكتور عويض العطوي "عضو مجلس بلدي سابق" من الجهات ذات العلاقة أن تتخذ خطوات عملية في حل عشوائية الأحياء الجنوبية، التي نشأت على مرأى ومسمع من هذه الجهات خلال العشرين سنة الماضية، وتساءل "أين تلك الجهات بما أعطيت من صلاحيات كل هذه الفترة الزمنية فلم تحرك ساكناً؟، لتظهر وقت الأزمة وتتنصل من عملها وتثقل به كواهل هؤلاء المساكين؟"، مطالبا بحلول دائمة لهذه الأحياء، وليس التفكير في حلول موقتة تنهي بها الأزمة، تُنسي معها المعاناة ويضعف الاهتمام، لتظهر من جديد مع أزمة جديدة، مضيفاً "يجب أن تهذب تلك الأحياء من قبل الأمانة، وتقوم بمعالجة العيوب التخطيطية كافة حسب المستطاع، وإيصال جميع الخدمات اللازمة من جميع الجهات الخدمية لسكان هذه الأحياء".

"الوطن" جالت أمس في شوارع الأحياء الجنوبية، ورصدت عودة الحياة لطبيعتها، باستثناء المنازل التي غمرتها المياه، والتي من المتوقع أن يبدأ أصحابها في صرف التعويضات جراء الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم خلال هذا الأسبوع، حيث ذكر المواطن محمد سعد البلوي أنهم يريدون حلولا دائمة وليست موقتة، وقال "نريد خطة تطويرية لهذه الأحياء وإصلاح البنية التحتية، ورسم مجاري السيول واستشارة أهالي المنطقة لتلافي ماحدث"، فيما تساءل المواطن سليمان محمد العطوي بقوله "من الذي أجبر هؤلاء المواطنين بالسكن والبناء في مجاري السيول والأودية؟ وتعريض نفسه وأهله وماله للخطر!" مردفا "ذلك يعود إلى عجز المواطن عن الشراء في المخططات لارتفاع أسعارها، والتي من المفترض أن توزع مجاناً كمنح سكنية"، مشيراً إلى أن هناك تأخرا في توزيع المنح على سكان تبوك، حتى وصلت قوائم الانتظار لـ70 ألفا، مؤكدا أن هذا السبب هو الذي دفع سكان تلك الأحياء إلى البناء في مجاري السيول والأودية.

ويرى المواطن صالح مرزوق البلوي أنه يجب أن ننظر لما حصل بتبوك بنظرة الاعتدال، فلا نقلل حجم الأضرار ولا نضخم ونهول، مبيناً أن ماحصل في تبوك فرصة للتصحيح والبناء وتلافي الأخطاء، فبعد العاصفة تبينت خارطة الأودية للمسؤول فلا عذر لمقصر.