سجلت جهات الاختصاص في وزارة الزراعة إصابات أشجار "واشنطونيا"، التي تعتبر واحدة من أكثر أنواع الأشجار استخداما للزينة في الميادين العامة وداخل القصور والاستراحات، بسوسة النخيل الحمراء في بعض مناطق ومحافظات المملكة.

وأوضح مدير عام إدارة وقاية المزروعات في وزارة الزراعة المهندس فهد آل ساقان، لـ"الوطن"، عقب حضوره أعمال دورة "إدارة مكافحة سوسة النخيل الحمراء" في مركز التطوير الزراعي بالأحساء أمس، بمشاركة نحو 35 مهندسا زراعيا من مختلف مناطق المملكة، أن شجرة "واشنطونيا" تتعرض للإصابة عند غرسها في موقع مصاب بالسوسة، مؤكدا أن الحالات المصابة "المسجلة" في المملكة قليلة جدا.

وبين أن نسبة الإصابة بسوسة النخيل في جميع أشجار النخيل في المملكة لا تتجاوز الـ1% من العدد الإجمالي للنخيل، وأن إجمالي النخيل المصابة في الأحساء لا يتجاوز الـ30 ألف نخلة من أصل أكثر من 3 ملايين نخلة منتشرة في كافة أرجاء الواحة الزراعية، وأكثر النخيل إصابة في الأحساء صنف "الخلاص"، والمؤشرات تؤكد انخفاض المعدلات عاما بعد عام.

وأوضح أن هناك مؤشرات كبيرة تؤكد على الانخفاض المستمر في الإصابة بالسوسة في نخيل المملكة، من بينها انخفاض الحشرات في المصائد الفرمونية بنسبة 60% عن الأعوام الماضية، وانخفاض أعداد النخيل المصاب من 10 آلاف نخلة في السنة إلى ألفي نخلة خلال العام الأخير، مشيرا إلى أن هذه المؤشرات تعكس نجاح حملات وجهود الوزارة في مكافحة السوسة.

وكشف المهندس فهد آل ساقان، عن بدء استخدام جهاز جديد يتم من خلاله معرفة النخلة المصابة بالسوسة، وذلك بالاستعانة بالحمض النووي "DNA"، وجهاز آخر من خلال تصوير الأشعة السينية لأجزاء من النخلة لتحديد موقع الإصابة، بجانب البدء في تطبيق تجربة جديدة للكشف المبكر عن السوسة في النخلة، وأن المملكة لديها تعاون دولي كبير مع جميع الدول المصابة بالسوسة.

وأبان أن الوزارة، تعمل حاليا على آلية "الحقن"، وهي طريقة حديثة يتم من خلالها حقن النخلة بمادة علاجية تصل إلى كامل النخلة، هدفها منها التقليل من استخدام المبيدات، وبالتالي التقليل من المخاطر الصحية والبيئية، مؤكدا أن مادة "الحقن" آمنة ومجربة، وتتم تحت ضغط منخفض ينتشر في جميع أجزاء النخلة ليقضي على جميع أطوار السوسة، وحققت نسبة نجاح في القضاء على السوسة بنسبة 85%.

وذكر أن أحد أسباب انتشار السوسة، هو تأخر المزارعين في إبلاغ جهات الاختصاص في مديريات الزراعة عن إصابة أشجار نخيل مزارعهم، خشية إزالة النخلة المصابة، وعندها يبذل جهودا "ذاتية" غير مجدية وبالتالي انتشار السوسة في أرجاء المزرعة.

وكان مدير مركز التدريب الزراعي في الأحساء التابع لوزارة الزراعة المهندس عبداللطيف الطليحان، استهل الدورة، بكلمة أشار فيها إلى أن السوسة الحمراء من الآفات الحشرية الضارة بالنخيل، مبينا أن هذه الدورة تجديد لما استحدث في مجال القضاء عليها بالتعاون مع مركز التميز البحثي للنخيل والتمور في جامعة الملك فيصل بالأحساء.