قبل فترة أقترحت أن يتم إقرار مجالس خاصة بالشباب وللشباب، بآلية معينة محددة، يشعر الشباب من خلالها أنهم جزء من المجتمع.. لهم كيانهم.. قيمتهم.. كلمتهم وحضورهم، والمبرر لذلك من وجهة نظري حينها أن ما هو رسمي ليس للشاب فيه مكان، واستشهدت بمجالس المناطق التي لا يدخلها الشباب.. وطالبت الاحتذاء بتجربة منطقة القصيم في تأسيس مجالس شبابية في محافظات المنطقة.

غير أن ذلك المقال أثار عتب (مجلس شباب منطقة عسير).. وهو عتب يستحق الوقوف أمامه لاعتبارات كثيرة، على رأسها الجهود الكبيرة التي يبذلها الأمير فيصل بن خالد - أمير منطقة عسير - إذ لا يمكن لعاقل أن يتجاهل جهود الأمير القدير في دعم المبادرات الشبابية وتشجيعها، وعلى رأسها مجلس شباب عسير - وهو للتاريخ الذي لا يقبل المجاملة - أول مجلس من نوعه في المملكة.. استطاع الشباب من خلاله حضور اجتماعات مجلس منطقته، ومناقشة بعض المشاريع، والخطط مع المسؤولين في المنطقة..

أتحمس كثيرا لمثل هذه المبادرات الحضارية التي تتعلق بالشباب - سواء في عسير، أو في القصيم أو غيرها - لأن احتواء الشباب وإشراكهم في مسيرة التنمية يقطع الطريق على أي أصوات تتهم الدولة بتهميش هذه الشريحة المهمة.. ناهيك أننا بهذه الممارسات الحضارية نقدم للوطن قيادات وعقولا شابة هي رهاننا المستقبلي.. أعلم بالمناسبة أن هناك مناطق أخرى استمعت لصوت الشباب، ووظفت حماسهم، واستفادت من طاقاتهم وجهودهم، لكن المسألة لا تزال خاضعة لقناعات إمارات المناطق - وهذا هو دافعي من كتابة المقال المشار إليه - بمعنى: لو كان هناك تنظيم رسمي مؤسسي لهذه المجالس الشبابية، يشمل - أو يلزم - جميع المحافظات السعودية ستكون الفائدة أكبر.

مرة أخرى، شكرا لعسير، فمن الذي لا يحب عسير، وشكرا لأمير عسير، فمن الذي ينكر جهوده الكبيرة.. وشكرا لشباب عسير، فمن الذي لا يقدر حماسهم، وغيرتهم على منطقتهم.